مقالات مميزة: قوارف رشيد : ترامب وفى بوعده..هل نستطيع أن نجبره على التراجع؟ بتاريخ الخميس 21 ديسمبر 2017
الموضوع: قضايا وآراء
|
ترامب وفى بوعده..هل نستطيع أن نجبره على التراجع؟
قوارف رشيد كاتب صحفي
ترامب وفى بوعده..هل نستطيع أن نجبره على التراجع؟
دولتان عربيتان إسلاميتان ، اتفقتا مع أمريكا وإسرائيل ، في مخابر سرية
لتتكامل فصول المؤامرة على فلسطين و مقدساتها ، إنهما شريكان في جريمة مع
الإدارة الأمريكية (دونالد ترامب)في تحضير و تمحيص و تسليم مفاتيح القدس
الشريف للمحتل الصهيوني الغاشم ، بمقابل رخيص و الاعتراف بالقدس عاصمة
أبدية لإسرائيل ، وذلك للحفاظ على مناصبهم السامية في الدولة و مصالحهم
الشخصية الضيقة ، على حساب مقومات ومقدسات عربية إسلامية .
إنها صفقة القرن ، حيث وفي دونالد ترامب بوعده أثناء الحملة الانتخابية ،
وقرر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، وتحويل السفارة الأمريكية من تل
أبيب إلى القدس المحتلة ، بمباركة بعض الدول العربية المتصهينة ، حيث كافأت
أمريكا حليفها الاستراتيجي إسرائيل رغم جرائمه الكثيرة و المتعددة التي لا
تتوقف ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ، يريدون تهويد القدس بشكل جدي و رسمي
،حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بحمل لواء الدفاع عن إسرائيل في جميع
المحافل الدولية ، ضاربت عرض الحائط بكل القرارات الدولية ، بم فيها
قرارات الأمم المتحدة ، و بدأت بنشر و تسويق إعلان الاعتراف بأحقية إسرائيل
في القدس تدعيما لحليفها اليهودي ، ولقد لقت ترحيبا من بعض الدول العربية
المتصهينة ، حيث طالبت هذه الأخيرة علنيتا لربط علاقات وثيقة ، وتبادل
السفراء مع الدولة العبرية ...؟
إن قرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس هو
بمثابة جنون و إجراء استفزازي ، قد يدفع المنطقة إلى أتون الحرب لا يحمد
عقباها ، هذا القرار ذكرني بتصريح رئيس الوزراء السابق إسحاق شمير حيث قال
:( سنفاوض الفلسطينيين ، ونستمر في الاستيطان ، حتى لا يبق للفلسطينيين
شبرا من الأرض يحلمون بإقامة دولتهم عليه ..)
إن هذا القرار الجائر لا يكمن في خبث و قوة اليهود ، ولا في دبلوماسيتهم ،
و إنما يكمن في تخاذل المسلمين و العرب في تفرقهم إزاء قضية مصيرية كالقدس
، وحقيقة هذه الأمور تحتاج إلى رجال الدين و ساسة و دبلوماسية لإجهاض هذا
المخطط ، و إرغامهم على التراجع الذي يهدف إلى انتزاع القدس من المسلمين و
تقديمها على طبق ساخن لليهود ، نحن سئمنا من الخطابات الرنانة و الأقوال
الطنانة ، بل نريد أفعال و لا نريد أقوال ... ورغم الوهن السياسي و هشاشة
الموقف العربي ، يجب علينا الوقوف وقفة رجل واحد موحد لنصرة فلسطين و القدس
الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين و تمثل خط احمر للمسلمين ، ومن جهة
أخرى يجب على الدول العربية الانسجام و الالتحام و التماسك مع منظمة
التعاون الإسلامي بموقف عربي إسلامي موحد رافضا هذا القرار الجائر ، وعلى
الفلسطينيين توحيد الصف و إنهاء الانقسام ، و إلغاء كل معاهدات و
الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني (أوسلو) و العودة إلى المقاومة المسلحة إذا
تطلب الأمر ذلك و التحرك الدولي لكسب ود العام لصالح فلسطين و شعبها الباسل
، أما عن
التحركات العربية الإسلامية تبقى تراوح مكانها و ما شبت عليه بالتنديد فقط
لامتصاص الغضب الشعبي ّ، أما الأمر المحير هرطقة و الصمت المطلق لأغلب
علمائنا المسلمين إزاء قضية القدس الشريف ، و لم ينبس أحد ببنت شفة ، و لم
يتحركوا قيد أنمل ... ! وهم الذين كانوا يتفننون بفتاويهم للجهاد في الدول
العربية ، و يتشدقون بها في سوريا الآثار و العراق الحضارة و اليمن السعيد و
هلم جرا ... .
إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد راغبتا للسلام ، وليس صديقا واسطا و
نزيها منذ الأزل ، و الكل يعلم ما تقدمه امريكا لاسرائيل على حساب فلسطين و
الدليل على ذلك ان احد اليهود قال : ان ترامب صحح خطأ تاريخيا ، ارتكب في
حق الدولة اليهودية ، منذ أكثر من 65 سنة ) نرجوا من انظمتنا و حكامنا أن
يكونا على وعي من القضية ، و ان يكون لهما دور فعال إزاء ماقدمت عليه
الدولة الامريكية باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ، و على الاتحاد العالمي
للعلماء المسلمين أن يجتمعوا و يخرجوا بقرارات جدة ، و التعريف بخطورة
القرار للشعوب الإسلامية ، كما ندعوا جل الحكام العرب و المسلمين بالضغط
على الولايات المتحدة الامريكية بالأدوات الدبلوماسية و الاقتصادية ، وحتى
سحب السفراء اذا تطلب الامر ذلك ، لتتراجع عن هذا القرار الجائر و المؤلم
لارضنا المباركة اولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ، كما يجب اعادة
النظر في العلاقات الدبلوماسية مع بعض الدول العربية المتصهينة ، لانها هي
من تآمرت مع امريكا في عملية الاعتراف و تسليم مفاتيح القدس لاسرائيل ، و
نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس الشريف ، التي هي بالاساس
عربية اسلامية
و اخيرا اقول : ان فلسطين في قلوب الملايين و غزة في الشرايين و القدس بيد رب العالمين )
وان لم يرض العرب المسلمين بهذا فنرفع الراية البيضاء ... و ننبطح و
نستسلم ونطلب التطبيع مع الدولة الصهيونية لعلها ترضى عليها ، و نستسلم
للامر الواقع ، و نسلم امرنا لله و نرضى بما تجود به علينا بني صهيون و
اليكم القرار و الخيار .
قوارف رشيد كاتب صحفي
و اخيرا اقول : ان فلسطين في قلوب الملايين و غزة في الشرايين و القدس بيد رب العالمين )
وان لم يرض العرب المسلمين بهذا فنرفع الراية البيضاء ... و ننبطح و
نستسلم ونطلب التطبيع مع الدولة الصهيونية لعلها ترضى عليها ، و نستسلم
للامر الواقع ، و نسلم امرنا لله و نرضى بما تجود به علينا بني صهيون و
اليكم القرار و الخيار .
قوارف رشيد كاتب صحفي
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|