
حضارتنا... إحترام معاقينا
سعيد فوده / أبو الطيب
تعتبر فئة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني فئة عزيزة علينا جميعاً ، ونكنّ لها كل المحبة والاحترام والتقدير ، ونحن في جمعية بلسم
للتأهيل المجتمعي
حضارتنا... إحترام معاقينا
تعتبر فئة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني فئة عزيزة علينا جميعاً ، ونكنّ لها كل المحبة والاحترام والتقدير ، ونحن في جمعية بلسم للتأهيل المجتمعي ، نسعى أن نعمل في منظومة متكاملة من أجل بناء وخدمةمجتمع موحد وراقي ومعطاء، ولا بد أن نعرف أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم أُناس أسوياء ، ولكنهم إمتازوا عنا بإعاقة تزيد من إرادتهم وتحدياتهم ، وهذا لا يعني إنتهاء دورهم في المجتمع ، وإنما بداية الانطلاقة لتحقيق النجاحات والانجازات، وإن الإعاقة محرك نحو النجاح وليس مؤشر للفشل والضياع، ولكن وبكل أسف نجد أحيانا أن المجتمع ينظر إليهم بنظرة سطحية ملؤها العطف وعدم التقبل، والحقيقة ان الكثير منهم قد حقق إنجازات لم يصل إلى جزء منها كثير من الأصحاء او الأسوياء في مختلف المجالات ، سواء العلمية أو الاجتماعية أو الرياضية ، ولديهم مهارات وقدرات عظيمة لو اتيحت لهم الامكانيات والحرية والرعاية لأصبح لها شأن كبير في المجتمع.
إن فلسطين من الدول التي تزيد في نسبة الاعاقة بصورة كبيرة بالنسبة لعدد السكان ، وذلك بسبب الاعتداءات المتكررة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، والتي ضاعفت إعداد الأشخاص ذوي الإعاقة وخصوصاً الإعاقات الحركية، وان المعيقات التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي من حصار واغلاق للمعابر وتقيد حرية الحركة لجميع الفلسطينيين أثرت بحدة أكبر على الأكثر هشاشة في المجتمع الفلسطيني وهم الاشخاص ذوي الإعاقة ، والحقيقة أن المعاقين في قطاع غزة يعانون من صعوبات ومعيقات إضافية تتمثل في قلة الإمكانيات وضعف الرعاية وسوء خدمات التأهيل وتدني نوعية وجودة الأدوات المساعدة ، وهم أكثر عرضة للعوز والفقر والمساءلة.
وتمثل النظرة السلبية من المجتمع المحيط ، معيق مهم وقاس يؤثر مباشرة على أداء ونفسية الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة الى المعيقات الحركية المتمثلة في عدم الموائمة لأغلب الأماكن العامة ووسائل النقل، وضعف الضوابط في تطبيق القوانين التي تساعدهم وتنص على حقوقهم، وعدم وجود برامج موحدة من المؤسسات المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة لدمج المجتمع معهم ، وعدم وجود سياسات واضحة من المشرعين السياسيين بهذا الاتجاه، ولهذه لا بد من تجميع جهود الأطراف المعنية والعمل بكل جهد لإزالة هذه المعيقات ويجب استثمار كل الإمكانيات والمخصصات المالية والمنح بكل شفافية ودقة للوصول إلى خدمات ذات جودة ورقي للأشخاص ذوي الإعاقة
من هنا لا بدّ أن ننظر بجدية الى تجارب الدول المتقدمة في التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، فالرعاية لا تقتصر على الحكومات ،ولكن القطاع الخاص أيضاً يهتم ويبحث عن الأفراد المبدعون من الأشخاص ذوي الإعاقة ويؤمن بهم ويستفيد من قدراتهم ، وهذا بسبب البرامج الموحدة التي شكلت الثقة العالية والثقافة الايجابية لدى الشركات والقطاع الخاص والذي هو جزء من المجتمع العام المؤمن بإمكانيات وقدرات وحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة.
من هنا لا بد من نشر الوعي والثقافة بين أفراد المجتمع الفلسطيني حول أهمية ودور الأشخاص ذوي الإعاقة ، ونحن في جمعية بلسم للتأهيل المجتمعي نهيب ونشدد على ضرورة إحترام ذوي الإعاقة وان تقديم الرعاية لهم هي رسالة وأمانة ، وكل يوم يثبت لنا ولكم الأشخاص من ذوي الإعاقة أنهم قادرون على التميز والإبداع والمنافسة الشريفة في شتى المجالات الرياضية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية ولم تكن الإعاقة إلا دافعاً قوياً للنجاح....
إن إلقاء نظرة فاحصة على واقع الأشخاص من ذوي الإعاقة في قطاع غزة ، والخدمات المقدمة لم يشير أنه لا يرتقي للمستوى المطلوب، وكلنا أمل أن يزيد الوعي والرقي في معاملة هؤلاء إنطلاقاً من الحب والاحترام والتقدير لإنسانية هؤلاء الأشخاص أولاً ، ولإمكانياتهم وقدراتهم ومواهبهم ثانياً، وان يزيد اهتمام مؤسسات المجتمع المدني بهذه الفئة المهمة ويتم تجنيد مشاريع كبيرة تهتم بتمكينهم وتضعهم على طريق الحياة بشرف وكرامة بعيداً عن الاحتياج والفقر، وندعو القطاع الخاص والشركات المحلية إلى مزيداً من الالتزام والرعاية والإهتمام بهذه الفئة فهم جزء من نسيج المجتمع المدني الفلسطيني ذي الألوان المتعددة ، والتعامل معهم على هذا الأساس واجب أخلاقي ووطني قبل أن يكون واجباً قانوني وحقوقي.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يبارك كل الجهود ويسدد الخطى فى خدمة هذه الشريحة من المجتمع إنه سميعٌ مجيب الدعاء.
والله من وراء القصد
سعيد فوده / أبو الطيب
رئيس مجلس الإدارة