رأي في القضاء على الفكر المتطرف .
نمر عايدي
تحاول الكثير من الدول أن تحمي مواطنيها وتبتعد بهم عن الفكر المتطرف الذي يسود المنطقة منذ فترة طويلة ،لكن أصبح من الواضح أن هذه الدول تعالج القشور ولا
رأي في القضاء على الفكر المتطرف .
نمر عايدي
تحاول الكثير من الدول أن تحمي مواطنيها وتبتعد بهم عن الفكر المتطرف الذي يسود المنطقة منذ فترة طويلة ،لكن أصبح من الواضح أن هذه الدول تعالج القشور ولا تدخل الى صلب الموضوع بشكل مباشر ،لذلك نرى أن الأمور تزداد سوءاً يوماً بعد يوم .
حاولت إسرائيل أن تحول الصراع من صراع سياسي الى صراع ديني وهي تكرس هذا الأمر على أرض الواقع كل يوم ،حتى أصبح للمتدينين اليهود سلطة على الحكومات المتعاقبة وتتخذ كثير من القرارات لإرضاء هؤلاء وبالعادة يكون إرضائهم من خلال المزيد من قتل الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم والمساس بمقدساتهم .
كون الأقصى وفلسطين هي من أهم الأماكن المقدسة عند العرب والمسلمين بعد مكة والمدينة وكانت على مدار التاريخ الإسلامي هدف للمسلمين الأول في طرد الغزاة المحتلين وتحرير المسجد الأقصى من أيديهم .
لذلك كانت المعارك الفاصلة في التاريخ والتي غيرت مجرى الأحداث وقعت على الأراضي الفلسطينية كمعركة حطين وعين جالوت ،وأصبحت هذه المعارك تلهم الجميع أنه في يوماً ما سيبعث الله للمسلمين شخصاً يحرر هذه الأرض من براثن المحتلين .
وكلما زادت غطرسة الاحتلال وظلمه للشعب الفلسطيني وعدم استجابته للمطالب الدولية بحل الصراع وإعطاء الفلسطينيين دولتهم ،سيظل رحى المعارك يدور في المنطقة ويتحول الصراع الى صراع ديني ،وإذا حصل ذلك تكون المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من الحرب والتي ستكون بالتأكيد قاتلة ومدمرة .
فلسطين هي مفتاح السلام والحرب في المنطقة ،فعلى العالم أن يدخل الى صلب الموضوع مباشرة ويقف العالم وقفه جدية لحل القضية وسحب فتيل هذا الصراع الذي بدت ملامحه تلوح بالأفق .
منذ أن حدثت النكبة 1948 والعالم لم يتعاطى بجدية في حل الصراع ،وبالرغم من ما قام به الفلسطينيين من خطوة جريئة للحل والقائمة عل حل الدولتين ،لم تستجيب دولة الاحتلال هذا النداء التاريخي ،بل زادت من هجمتها الاستيطانية وأدارت ظهرها لعالم .
حتى يسلم العالم والبشرية جمعاء من موجات العنف والإرهاب التي تسير بوتيرة متسارعه ولم تسلم منه معظم دول العالم ،وقد يكون القادم أعظم وأشد بلوى ،لأن رياح العنف أصبحت تهب على جميع دول العالم .
لذلك على العالم أن يتوقف طويلاً أمام الحقيقة المطلقة الوحيدة التي تنهي هذه الحالة المتزايدة يوماً بعد يوم ،وإذا ظل العالم يبتعد بنفسه عن وضع حد لهذا الصراع ،ستأتي اللحظه الذي يند بها العالم لا يفيد الندم .