رياح الحزم تلوح في الأفق:(م_ت_ف) هي طوق النجاة
إن الناظر إلى كم ونوع المتغيرات الإقليمية الماراثونية " خليجياً/عربياً " بخصوص القطيعة مع إمارة قطر وتصنيفها ضمن المربع الذي يرمز إلى الإرهاب ممثلاً بكل من "إيران سوريا حزب الله الحوثي "، وما نشرته بعض الصحف الألكترونية المصرية بخصوص اللقاءات المفاجئة لوفد حركة حماس في القاهرة مع ضباط من المخابرات المصرية، وما تم طرحه من خيارات من قبل المصريين على وفد الحركة فيما يتعلق بالعودة إلى حضن الشرعية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، أو أن تحكم الحركة على نفسها بأن تختار الخيار الثاني و تكون في المربع الذي يرمز للإرهاب ممثلاً بإيران وحلفائها، وبذلك تم ترك الباب موارباً أمام التداعيات الخطيرة لهذا الخيار الثاني الذي ألقى بكرة ملتهبة في ملعب حركة حماس وتركها في حيرة وعجب من أمرها لتفاضل بين خياران احلاهما مراً بالنسبة لها، خاصةً وأن الرئيس الأمريكي ترامب أشار في قمة الرياض قبل أسابيع قليلة بأصابع الإتهام إلى حماس وصنفها بأنها منظمة إرهابية ، واليوم يغرد ترامب عبر صفحته الرسمية عبر تويتر بأن لقاءاته السابقة مع قادة العرب في قمة الرياض أتت ثمارها بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع إمارة قطر ،حتى أن هناك تسريبات عبر السوشيال ميديا تحدثت على أن ترامب تحدث في قمة الرياض مع بعض القادة العرب في الغرف المغلقة على أن هناك تقارير لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تتهم بعض الأنظمة العربية بتمويل الإرهاب فأشار القادة العرب بأصابع الإتهام إلى كبش الفداء الجديد ممثلاً بالشقيق الأصغر قطر .
كل هذه المتغيرات ما هي إلا نذير شؤم على المنطقة برمتها وحسب تقديري أعتقد أن رياح الحزم التي تسبق العاصفة أصبحت تلوح في الأفق وتقودها تحالفات جديدة
عربية خليجية إسلامية دولية قبض ثمن مباركتها العم سام الذي يعتبر أكبر الرابحين في هذه المعادلة بعد الرشوة المالية المليارية التي دفعها ملوك وأمراء الخليج لفرض معادلتهم والحفاظ على عروشهم المهددة،
لذا فإن جميع المؤشرات تشير إلى أن هناك معادلة جديدة تم الإعداد لها مسبقاً وتحاول فرض واقع جديد على الأرض ولربما ستخلق شرق أوسط مُعدل أو بحلة جديدة يتماشى مع أهداف التحالف الجديد تحاول من خلاله الرياض أن تحد من تمدد المطامع الإيرانية التي تحاول فرض هيمنتها على المنطقة، سيما نجاح طهران في الآونة الأخيرة بتصدير الثورة الإسلامية إلى عدة دول عربية بمساعدة حلفائها و بقيادة الجنرال قاسم سليماني الذي يقاتل على الأرض في كل من جبهات العراق وسوريا واليمن مما يؤرق المملكة العربية السعودية التي تعتبر الخصم التقليدي لطهران والتي يحلم حكامها أن يستفيقوا من النوم ولا يجدوا شيء علي الخريطة إسمه إيران .
لذلك على وفد حركة حماس أن يبدي سلوكاً برجماتباً فالبرجماتية سيدة الموقف ويترتب على ذلك البحث عن طوق نجاة، وأن تنأى الحركة بنفسها عن تحالف إيران وأن تلتقط الرسائل العربية والخليجية بسرعة، خاصةً بعد ما شاهدناه من عمليات التعبئة الإعلامية والتحريض الموجه ضد حماس وجناحها العسكري ومحاولة الجيش الليبي تحميلها مسؤلية التفجيرات في بنغازي ومدن ليبية أخرى وأعتقد هنا المستهدف ليست حماس كحماس وإنما سلاح المقاومة الذي أصبح مستهدفاً في خيارات العرب وتحالفهم الجديد، لذلك يجب وأن تدرك قيادة حماس أنه أصبح لا مفر من التمسك بخيار الوحدة الوطنية بالعود إلى حضن الشرعية الفلسطينية والإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، والموافقة على إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية بأقصى سرعة ممكنة حتى نستعيد اللحمة الوطنية كفلسطينيين وحتى تستعيد القضية الفلسطينية مركزها وجوهرها و ثقلها على كل المستويات محلياً وإقليمياً ودولياً في مجابهة الإحتلال الإسرائيلي، وتحميل إسرائيل مسؤلية إحتلالها للأرض الفلسطينية وتغولها الإستيطاني وقتلها للفلسطينين عبر حواجز الموت في الضفة المحتلة بما فيها القدس، فلا خيارات اخرى متاحة الآن والمرحلة حرجة وحرجة جداً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والحكمة تقتضي عدم المراهنة على حصان مكسور الساق وأقصد بالحصان "قطر" لتجنيب شعبنا ويلات حرب عربية دولية محتملة لا قدر الله .