منذ عشر سنوات شعبنا يضيق به الحال واليوم الذي يمضي أفضل من القادم ،دون ورع او خوف او خشية من رب الكون الذي يحث دوما على وجوب تحمل مسؤولية الحاكم متطلبات الشعوب او الراعي مطالب الرعية ،على الرغم من حالة الاتحاف وسلاسة وطيب الحديث والآيات والأحاديث وبعض من السيرة العطرة لمن تولوا شؤون المسلمين في حقب معينة ساد فيها العدل والمساواة بين الرعية والحث من قبل الحاكم للرعية بأنهم لو شاهدوا او لمسوا اعوجاج في إدارته حكمه ان يقوموا هذا الاعوجاج بالسيف ونحن في هذه الأيام وبعد السنوات العشر وطول الصبر وإعطاء الفرصة تلو الفرصة من أجل ان تتيسر أحوال العباد ودون جدوى ،وهل امازال مبرر وصبر أ امام ; أبناء شعبنا ،لكي يبقي نفسه تحت مجموع المحن والعوز والظلم والقهر والبطالة ونقص الكهرباء والماء والصحة واغلاق المعابر والعنوسة وازدياد حالات الطلاق نتيجة للعوز والحاجة .
ان المرحلة التي تعيشها غزة اليوم هي حالة موت سريري بكل معنى الكلمة في كل المناخي وعلى كل الأصعدة دون أمل بغد مشرق ،دون أمل بأن يتغير الحال .
وهنا أعجب من دعوات بعض المسؤولين في غزة حينما يطالبون ان تأتي أي جهة وطنية تتولى أمور أي قطاع خدماتي في غزة ومثل المعبر والصحة والتعليم والكهرباء وغيرها وهنا السؤال وبعد تولي من هم لديهم القدرة على إدارة تلك القطاعات ماذا سيكون دور من يحكم غزة ؟هل سيكتفي هؤلاء بالنضال والجهاد من خلال المنابر وشاشات الفضائيات.
ان عملية التصدي لشعبنا وهو يخرج بمطالب حياتية بهذه الصورة هو أمر معيب والأكثر عيبا هو خروج البعض ليصف شعبنا بأنه شعب خارج عن القانون والأخلاق مأجور ينفذ أجندات خارجية ،هل يعقل أن يوصف شعب وصف بالأمس القريب وهو يقدم كل شىء من أجل حماية نفسه مقاومته دون أن يبخل او يضجر ونقول له كل سمفونيات المديح ان يصبح شعب عديم الأخلاق والقيم؟هل يعقل ان يكون مطالبة شعبنا بالكهرباء وفتح المعابر ومعالجة مشاكله اليومية امر مرفوض ،لماذا شجع هؤلاء ثورات الشعوب العربية ضد الطغاة ،الم تكون نظرة الطغاة إلى الشعوب الخارجة المطالبة بالتغيير والحقوق هو نفس نظرة حكام ; غزة اليوم ؟
من يعتقد بأن الشعوب من الممكن ان تكون دما او بقرة حلوب ; إلى مدى الحياة فإنه وأهم من لم يتعلم بأن الشعوب ; اذا ما إرادة الحياة فإنه من الممكن ان يستطيع جهاز او قوة تقف أمامه ،؟عصا أمنية او قمعية فإنه لم يتعلم من الطغاة الذين سبقوه ،ان من يعتقد بأنه ومن خلال تسيير مسيرات حزبية وحرق صورة الرئيس عباس بأنه بهذا الفعل من الممكن ان يغير حقيقة عجزه فإنه مخطئ، فلم تعد الشعارات والخطب والحكايات الجوفاء مجدية في تقديم التبريرات لشعبا فشعبنا يعي بأن المحن الربانية حينما تحل ،تحل على الجميع والصبر يكون من واجب الجميع ومن واجب الحاكم قبل المحكوم الصبر والجوع والعيش في البرد والعتمة وان يضع على بطنه حجرين ،كما يتحفنا على الدوام الخطباؤ بسيرة الخلفاء الذين من خلال سلوكهم و سيرتهم وعدلهم وصل الدين إلى كل أرجاء المعمورة.
وأخيرا ادعوا الجميع إلى تحكيم العقل في كل ما نمر به من محن وان يتحمل الجميع المسؤولية شعبنا بروح وطنية بعيدا عن المصالح الحزبية وان تكون الاجهزة الامنية في غزة هي الدرع الحامي لابناء شعبها لا الذراع الضارب القمع فمسيرة الشعوب لا تقف عن حزب او شخص وهدير الجماهير لا يوقف بالرصاص والعصا ولكن بتحمل للمسؤولية او التنحي ولكم عبرة في شاه ايران وحسني مبارك وزين العابدين وغيرهم كثير
عضو الأمانة العامة الشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام