قضايا أساسية على طريق المصالحة م. عماد الفالوجي وأخيرا انطلقت صافرة المصالحة لتشق طريقها كما تمناها غالبية الشعب الفلسطيني , ولكن لم يخفي الكثيرون قلقهم من كل خطوة قادمة بسبب الحجم الكبير من تراكمات سنوات الانفسام السوداء , وبعض التشكيك من القرار السريع بتوقيع ورقة المصالحة المصرية المعروضة منذ أكثر
قضايا أساسية على طريق المصالحة م. عماد الفالوجي وأخيرا انطلقت صافرة المصالحة لتشق طريقها كما تمناها غالبية الشعب الفلسطيني , ولكن لم يخفي الكثيرون قلقهم من كل خطوة قادمة بسبب الحجم الكبير من تراكمات سنوات الانفسام السوداء , وبعض التشكيك من القرار السريع بتوقيع ورقة المصالحة المصرية المعروضة منذ أكثر من عام وهل هذا التوقيع جاء نتيجة قتاعة بضرورة إتمام المصالحة أم بسبب ضغوط الواقع العربي الجديد ؟ لذلك سيبقى الكثيرون حابسي أنفاسهم الى حين رؤية بوادر المصالحة على الأرض , وهذا الشعور بالقلق مشروع نتيجة التجارب السابقة وكثرة الصدمات التى تلقاها شعبنا خلال متابعته لمسيرة الحوار الطويل وفصول المصالحة المتتالية ومراحلها المتعاقبة بين مد وجزر . ولكن لاشك يشعر الجميع هذه المرة بأن هناك جدية فى إنهاء حالة الانقسام لأن الجميع أصبح يرى ان له مصلحة مباشرة فى تحقيق المصالحة ولا ضير أن تتوافق المصالح الحزبية مع المصلحة العامة لأن النتيجة هو الخير للشعب ومستقبل قضيته ومن هنا لابد أن ينشغل الجميع فى محاولة لرسم صورة مشرقة لخطوات المصالحة القادمة وتقديم المشورة لأصحاب القرار , ومن هنا نتقدم ببعض التوضيحات التى نراها ضرورية للمرحلة القادمة خاصة وأن اتفاق المصالحة ركز على إعادة الحياة لعمل مؤسسات السلطة المختلفة ومن خلالها يجب أن تستمد شرعية كل خطوة سنخطوها على الأرض وهذا يؤكد احترامنا للقانون الفلسطيني الذي تم انتهاكه خلال السنوات الماضية , وإعادة الاعتبار للقانون الأساسي خطوة رائدة فى الاتجاه الصحيح . أولا / المجلس التشريعي المجلس التشريعي هو المؤسسة الأساس في قيادة ومتابعة كافة الشئون التى تم الاتفاق عليها , ويجب أن يكون فاعلا وحاضرا بقوة فى كل محطة من محطات المصالحة من خلال هيئة رئاسته ولجانه المختلفة وكتله البرلمانية , ولابد من إعادة الحياة للمجلس من جديد ليكون عنوان العمل التشريعي والرقابي كما نص القانون الأساسي ولوائحه الداخلية , والعمل على تعديل أو صياغة القوانين اللازمة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه حسب الأصول . ثانيا / تشكيل الحكومة الحكومة هي الجسم التنفيذي التي ستعمل على وضع الحلول العملية الكفيلة بتجاوز الكثير من مظاهر الخلل الناتجة عن سنوات الانقسام وتوحيد مؤسسات السلطة حسب القانون , ومن هنا فإن المهمات الملقاة على كاهل هذه الحكومة الانتقالية أو حكومة الانقاذ الوطني مهمات جسيمة ولذلك يجب التركيز فى اختيار الوزراء بعيدا عن المناكفات الحزبية – المبطنة – لأن المرحلة لن تحتمل الخطأ , لأننا لا نملك الوقت لتجريب الشخصيات بل لابد من البحث عن أصحاب التجربة فى كل مجال , كما أنه لا يجوز أن يتولى الوزارة فى هذه المرحلة من يرغب فى ترشيح نفسه للانتخابات القادمة حتى لا يتم استغلال المنصب لأسباب شخصية , كما لا يجوز أن يكون الوزير تابعا لأحد التجمعات السياسية وما شابه حتى يعمل الوزراء جميعهم بما يخدم الهدف الذي جاءوا لأجله , وهو الإعداد للانتخابات القادمة والإشراف على عملية إعمار غزة ومواجهة تحديات المرحلة . ثالثا / الحراك السياسي الشعبي لاشك أن مرحلة ما بعد توقيع المصالحة ستشهد تحركا سياسيا وشعبيا داخليا نشطا فهناك أفكار جادة في التوجه لتشكيل أحزاب وتجمعات سياسية شعبية للمشاركة فى رسم الواقع السياسي الجديد , وهذا يحتاج الى دعم من القيادة الرسمية لذلك , لأن الكيثرين سيطرحون أفكارهم ورؤاهم على الشعب من خلال تلك الأحزاب بعد فشل الأحزاب والحركات القائمة من استيعاب أفكارهم , ولعل هذا من أهم نتائج تراكمات مرحلة الانقسام مثل التحركات الشبابية وتجمعات المستقلين وغيرها , وهذا يحتاج الى نشر روح الطمأنينة وتشجيع هذه التحركات من خلال سن قانون للأحزاب يسمح بحماية جبهتنا الداخلية من سياسة الكبت وتكميم الأفواه . رابعا / تعزيز ثقافة الحوار و الاختلاف المصالحة لا تعني بأي حال من الأحوال انتهاء الخلافات بين الفصائل والأحزاب , وإنما المصالحة يجب أن تقود الى تعزيز حالة من احترام كافة الآراء المطروحة واعتماد لغة الحوار لتنظيم العلاقة بين كافة الأطياف السياسية والفكرية داخل المجتمع الفلسطيني , كما أن الحوار لا يعني هيمنة فكرة على أخرى بل الحوار هم الاعتراف العملي بوجود الخلاف الذي لن ينتهي أبدا , ومن هنا يجب تعزيز ثقافة الحوار مرتبطة بثقافة الاختلاف واحترام عقول الآخرين بكل الود والمحبة . خامسا / الاحتلال الإسرائيلي سيبقى الإحتلال الإسرايئلي هو عدونا الأساس وسيعمل كل جهده على إفشال أي خطوة من شأنها ترتيب أمورنا الداخلية لنتفرغ بشكل كامل لمواجهة خططه ومشاريعه على الأرض , وهذه الحقيقة يجب أن تبقى ماثلة أمامنا جيمعا , وقد يقوم بخطوات صعبة هدفه منها إثارة الفوضى وقطع الطريق على مواصلة تحقيق مصالحتنا أو استفزاز البعض أو إثارة قضايا لحرف بوصلة اتجاه تفكيرنا وزرع ثقافة التشكيك , وهناك فئة بين أظهرنا قد تلتقي بشكل مباشر أو غير مباشر مع مخططات عدونا وقد يضع هؤلاء عناوين وشعارات كبيرة ظاهرها صحيح وباطنها يحمل الكارثة على شعبنا وقضيتنا , وهذه القضية تفرض علينا الحذر الشديد .
قضايا كثيرة تحتاج الى الكثير من التوضيح والنقاش يجب أن تكون حاضرة أمام قادتنا أصحاب القرار والمطلوب من المفكرين والمثقفين تناولها بنوع من التفصيل من باب استباق الأحداث , والتحذير من الشيء قبل وقوعه .
|