مقالات مميزة: بسام صالح : عندما يصبح التناقض الثانوي تناقض رئيسي بتاريخ الثلاثاء 07 أبريل 2015
الموضوع: قضايا وآراء
|
عندما يصبح التناقض الثانوي تناقض رئيسي بسام صالح سفاحي الدولة
الاسلامية يسيطرون على مخيم اليرموك المحاصر ومن بقي فيه، ويفرضون حصارا
جديدا على 18.000 فلسطيني لم يجدوا ممرا ولا مخرجا لهم خارج المخيم.
عندما يصبح التناقض الثانوي تناقض رئيسي بسام صالح سفاحي الدولة
الاسلامية يسيطرون على مخيم اليرموك المحاصر ومن بقي فيه، ويفرضون حصارا
جديدا على 18.000 فلسطيني لم يجدوا ممرا ولا مخرجا لهم خارج المخيم. ضاقت
بهم الارض واغلقت امامهم كل المنافذ. سفاحي ما يسمى بالدولة الاسلامية
داعش، ذبحوا ونحروا اهلنا في هذا المخيم، احتفالا بانتصارهم ومن تحالف معهم
بالسيطرة على الجزء الاكبر من المخيم. داسو العلم الفلسطيني باقدامهم
القذرة الملطخة بالدماء، ولم يتحرك احدا، رائحة الموت والقتل تفوح في
مخيمنا، لا طعام ولا ماء ولا ممر يؤمن لهم حتى الضياع. تنطلق النداءات
لانقاذ البشر، من بشاعة من يسموا بشرا، دعونا وشأننا بعيدين عن صراعاتكم
وخلافاتكم، نحن هنا ضيوف الى حين عودتنا، البعض بقصد او بجهل سياسي، يصل
الى حد الجريمة، ابى الا ان يكون جزءا من مخطط رهيب تم اعداده بدقة
متناهية، وزج بنفسه في معارك ليس لها علاقة بمعركتنا الاساسية مع العدو
الصهيوني الذي احتل ارضنا. والنتيجة هي ما نشاهده ونشهد عليه في مخيمنا،
الالاف الضحايا وتدمير شبه كامل للمخيم. ما يقوم به سفاحي داعش بحق
ابناء شعبنا هو جريمة لاتحتمل، وهو ما مارسته داعش في سوريا والعراق ، من
عمليات ذبح وقتل لا يحتملها انسان. لقد كانت ومازالت غزة الفلسطينية تجربة
غنية، وربما كان الانقلاب الاسود وعمليات الاجرام التي مورست بحق ابناء فتح
في قطاعنا الحبيب هي مقدمة ومدرسة لسفاحي داعش، سبقها تربية على ايدي من
خلق القاعدة ودربها وسلحها ومولها، واستغلها لمصالحه، في افغانستان،
والعراق وسوريا وليبيا ومصر وفلسطين. استبدلت الاسماء والمسميات وبقي الهدف
واحد: تمزيق الوطن العربي وتفيته الى دويلات طائفة واثنية، وابعاده عن
قضيته المركزية فلسطين، ومعركته القومية التحررية من اغلال الاستعمار
باشكاله المتعددة القديم منها والجديد، وابقاء التبعية للقوى العظمى،
لتستغل ثروات هذا الوطن العربي ضد ابنائه. العامل الثابت في هذا
الصراع، هم جماعة الاخوان المسلمين، وهدفهم ضرب وتدمير العامل الوطني
الجامع لابناء العروبة، وبهذا التقت الجماعة مع دوائر الاستخبارات
الامريكية والبريطانية والصهيونية لتدمير المشروع الوطني القومي العربي.
ياتي هذا في غياب كامل للاحزاب القومية وفي تغييب للسياسة الشعبية ذات
المثل العليا، الحرية والتاخي والمساواة والديموقراطية. فسادت الدكتاتورية
والفساد السياسي والمالي والاداري، ليبدء تنفيذ مخطط المحافظين الجدد
الامريكي الصهيوني بقبول حكم الاسلام السياسي والذي يمثلة بالنسبة لهم
جماعة الاخوان المسلمين والذي اعلنه باراك اوباما في خطابه الشهير بجامعة
القاهرة في بداية رئاسته الاولى. مخيم اليرموك ومجزرته كما هي مجزرة
الشجاعية، ومجزرة صبرا وشاتيلا وهذه فقط امثلة لمجازر مستمرة منذ بدء عملية
التنظيف العرقي في فلسطين على ايدي العصابات الصهيونية، مرورا بمجزة دير
ياسين وكفر قاسم وبحر البقر وقانا الاولى والثانية ، تل الزعتر وجنين
والبداوي ... من يقف وراء هذه المجازر معروف ومن نفذها معروف. والجريمة
مستمرة مادام المجرم طليقا ولا يتوانى عن ارتكاب المزيد من الجرائم.
ان وعينا ومعرفتنا بان التناقض الرئيس في معركتنا من اجل الحرية هو مع
العدو الصهيوني المحتل، وان التناقضات الثانوية يمكن تاجيلها او هكذا كانت
قناعتنا، لكن اليوم ومع استمرار الانقسام الفلسطيني واصرار قيادة حماس او
بعضا منها على ارتهان ابناء القطاع ورفض كافة الاتفاقيات الموقعة التي تهدف
انهاء الانقسام واستعادة وحدة الارض والشعب ورفع الحصار. ان استمرار قيادة
حماس بهذا النهج لمكاسب شخصية و حزبية ضيقة، على حساب مصلحة الاغلبية من
ابناء شعبنا عامة و في غزة بالتحديد، يضعها الى جانب التناقض الرئيس
لشعبنا. وعليه وبعد ان اصبحت فلسطين عضوا كامل العضوية في محكمة الجنايات
الدولية، فانه اصبح من واجبنا ان نرفع الشكاوي ضد اسرائيل بتهمة ارتكاب
جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وتطبيق نفس الاتهام بحق قيادة حماس
باعتبارها ارتكبت جرائم حرب ضد ابناء الشعب الفلسطيني في غزة ضد ابناء فتح
خلال انقلابها الاسود، حيث قتلت اكثر من 600 عضو وعذبت ومثلت بالعديد منهم
حتى بعد قتلهم. وتورطها بما حدث في مخيم اليرموك من مجازر. فمن سيقف مع
اهالي الضحايا لتقديم هذه الشكوى الى محكمة الجنايات الدولية بحق اسرائيل
وقيادة حماس؟
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|