أحمد التايب يكتب: الدعارة الدينية والدياثة
السياسية
فعلى غرار
قضية عنتيل المحلة وعنتيل البحيرة والدقهلية، ظهر مؤخرا عنتيل السنطة، تلك
هى الألقاب
التى أطلقتها الصحف على هذه القضايا، القضية بالنسبة لى لاتقف عند المسمى،
أحمد التايب يكتب: الدعارة الدينية والدياثة
السياسية
فعلى غرار
قضية عنتيل المحلة وعنتيل البحيرة والدقهلية، ظهر مؤخرا عنتيل السنطة، تلك
هى الألقاب
التى أطلقتها الصحف على هذه القضايا، القضية بالنسبة لى لاتقف عند المسمى،
ولكن هناك
أمور أخرى فأنا لم أكن أتوقع أن قضية كهذه تجاوزت عمليات البحث عنها على
محرك جوجل
لما يزيد عن 100 ألف مرة، كل هذا التداول والسعى خلف تفاصيل مثل هذه
القضايا يعكس نهما
غريبا، وشغفا للخوض فى أعراض فتيات، رغم خطأهن، إلا أننا لايجب ان نسعى
لفضحهن من
أجل مكاسب أو دعارات سياسية، متناسين أن خلفهن عائلات وأزواج وأبناء، ستهدم
حياتهم،
جراء هذه الخطوة، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :من ستر مسلما
ستره الله
يوم القيامة، وقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه: لو لم أجد للسارق والزانى
وشارب الخمر
إلا ثوبى لأحببت أن أستره عليه، وفى جامع العلوم والحكم، أن مالك بن أنس
رضى الله عنه
قال: وأما من عُرف بشر أو فساد فلا أحبُ أن يشفع له أحد، ولكن يُترك حتى
يُقام عليه
الحد أما أن يستخدم ذلك من أجل هذه الدياثة السياسية فهذا أمر مرفوض جملة
وتفصيلا.
لكن فى مجتمعات التخلف والقهر والفساد والأمية السياسية
والدينية يتم دائماً الخلط بين المفروض والمندوب، والمباح والمكروه سواء
كان ذلك فى
السياسة أو فى الدين سواء بسواء وتتوالى المشاكل وتتابع الأزمات بسبب من
الغلو أحياناً
والتفريط أحياناً أخرى، والمصيبة أن يكون الغلو فى مسائل لاتحتمل هذا الغلو
أو التشدد،
أو مسائل يتم التفريط فيها وهى لها من الأولوية القصوى فى ترتيب أوليات
حياة الناس
ومعاشهم وحرياتهم وكرامتهم،والمصيبة تكمن أيضاً فى مدى علم من يتعرض
لمشكلة من المشاكل التى تعيش فيها الشعوب وتطحنها طحناً مخلوطاً بمرارة
اليأس والألم،
ثم يعرج إلى مشكلة أخرى ليست من الأهمية بمكان فى حياة الناس على الأقل
مرحلياً، وخاصة
إذا كان صاحب الرأى من رجال السياسة أو من علماء الدين !!
وأعتقد أن من ضيّع الأوطان وساعد فى تواجد الفساد
والطغيان بقوة وشراسة فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية، صنفين من الناس
رجال السياسة
وعلماء الدين، فهما من أضاعا الأوطان وأهانوها، وهم من جعلوا الحكام على
درجة عليا
من الفساد وسرقة الأوطان وسلب ونهب ثرواتها وإهانة المواطنين وهتك أعراضهم
وتضييع كرامتهم
وأمنهم بسبب خياناتهم للقضايا الوطنية المصيرية كقضايا الحريات والعدالة
الاجتماعية
وعدالة توزيع الثروة القومية، وقضية الديمقراطية وتداول الحكم والسلطة،
وقضايا الفساد
والاستبداد واغتصاب الحكم والسلطة على الجانب الآخر، بل وقضايا بيع الأوطان
أو رهنها
مقابل البقاء فى الحكم والسلطة مدى الحياة وتوريث الحكم والسلطة للأبناء .
ومن هنا كان إنكار قضايا التعذيب وهتك الأعراض وتزوير
الإنتخابات نوع من أنواع الدعارة السياسية، التى أدت إلى تخلف الأوطان عن
ركب التحضر
والتقدم، لأن تقدم الأوطان رهين بحرية المواطنين وأمنهم ومدى شعورهم
بالأمان والأمن
داخل أوطانهم، فلا خوف من حاكم أو من صاحب سلطة على الإطلاق، فالحاكم وصاحب
السلطة
فى المفاهيم الديمقراطية هو موظف من قبل الشعب، والشعب هو صاحب السلطة
العليا فى اختياره،
وهو صاحب السلطة والإرادة العليا فى وجوده فى السلطة أو بقاؤه واستمراره
فيها أو حتى
عزله أو خلعه أو نقله إلى وظيفة أو سلطة أخرى، وحينما يوافق بعض من رجال
السياسة ورجال
الدين على مخالفة هذه المبادئ فإن هذا يمثل لوناً من ألوان الدعارة
السياسية المضرة
بشرف المواطنين وكرامة الأوطان، والمضيعة لسلطان الشعب أمام جبروت واستبداد
الحكام
فى مواجهة المواطنين لتعزيز بقاؤهم فى الحكم بالاغتصاب وإنتهاك حرية
المواطنين والأوطان .
هل شاهد رجال السياسة وعلماء الدين مقاطع الفيديو
التى تظهر مدى التعذيب وهتك أعراض المواطنين نساءا ورجالاً ومدى البشاعة
والفظاعة التى
يعامل بها أبناء الشعب المصرى فى مراكز الشرطة وأقسام البوليس؟ وهل أراد
أياً من رجال
السياسة وعلماء الدين أن يكون له رأياً فى هذه القضايا المصيرية التى تخص
المواطنين
وتخص أمنهم وحريتهم وسعادتهم ومستقبلهم ؟
ماذا فعل رجال السياسة فى دكاكين
الأحزاب السياسية؟ أليس خلو الأحزاب السياسية من روادها لوناً من ألوان
الدعارة السياسية؟ أليس من الدعارة السياسية أن يقتصر الحزب فى وجوده على
رئيس الحزب وأمينه
العام ومسؤل الديسك المركزى الخاص بعضوية أفراد الحزب فقط ؟
أليس موت
الديمقراطية داخل الأحزاب السياسية لوناً من ألوان الدعارة السياسية
واستمرار رئيس الحزب حتى تهطل ريالته على صدره لوناً من ألوان الدعارة
السياسية؟ أليس اعتبار الحزب على أنه صحيفة أسبوعية ورئيس حزب وأمين عام
للحزب فقط
ومسؤل للديسك المركزى لقيد الأعضاء هو الدعارة السياسية ذاتها ؟
أليست
الأحزاب التى تدار بمفهوم وعقلية المباحث وتدار برغبة السلطة الحاكمة
فى الأمر والنهى هى أحزاب تمارس الدعارة السياسية وتؤدى دور المفعول به فى
السياسة
وسلطات الفساد تؤدى دور الفاعل والساكتون عن ذلك يؤدوا دور الديوث السياسى
وذلك كله
على حساب الوطن والمواطنين ؟!! ماذا حشد غالبية
رؤساء الأحزاب السياسية من حشود للتعبير عن رفض هذه الأحزاب لأى قرار من
القرارات الصادرة
عن سلطات الفساد وعبروا عن رفضهم لهذه القرارات فى صورة تظاهرة أو اعتصام
أو إضراب
؟ متى حدث ذلك ؟ وأين حدث ذلك؟!!
وعن علماء الدين
.. ماذا يشغل بالكم ويؤرق تفكيركم ؟!!!!
قضية الإرهاب، وقضية الحجاب والسفور!! وقضية فوائد
البنوك!! وقضية العلاج بالقرآن من المس الشيطانى!! وقضية الرسوم
الكاريكاتورية المسيئة
للرسول!! وقضية الس دى الخاص بكنيسة الإسكندرية!! وقضية رواية وليمة لأعشاب
البحر لحيدر
حيدر السورى!! وقضية فيلم أو أغنية من الأغانى أو مسلسل من المسلسلات!!
وتفسير الأحلام،
وقضايا الإرهاب من الإخوان والتكفيريين !!ماذا يشغل بالكم وتفكيركم يا أيها
العلماء؟ أنتم لاتختلفون فى غالبيتكم عن زعماء الجماعات الدينية التى تبحث
وتفتش
فى الضمائر والنفوس .. أنتم تغضبوا للإرهاب ونحن معكم ولكن تنسون
الاعتقالات و
التهذيب والقهر والاستبداد، وتغضبون أيضا للحجاب ولم تغضبوا لهتك الأعراض
فى الشوارع
العامة!!
ولم تغضبوا ضد سلطات الفساد التى هتكت الأعراض وأذلت المواطنين،
وسرقت القوت
والمقدرات وغيبت العقول والأفهام، فلم نجد منكم من غضب للفقر، والمرض، ولا
لسرقة الأوطان،
ولا لاغتصاب الحكم والسلطة والسعى لتوريثها، بل تباركون الحاكم فى قراراته،
وجعلتموه
سيداً مطاعاً له الأمر وعليكم الطاعة !!
فأين علماء الدين وأين الجماعات الدينية وأين الأحزاب
السياسية من جريمة قت الآلاف أين أنتم من قتلى وحرق القطارات وحوادث
الطرق؟!!
أين أنتم من قتلى مرض الكبد الوبائى والسرطان
والسكر وضغط الدم والمتسبب فيهم سلطة الفساد بتجارة لصوص السلطة فى
المبيدات المحرم
استخدامها دولياً والهرمونات المسرطنة لأجساد الشعب المصرى ؟ أين أنتم من
غلاء
الأسعار وانتشار الزيلة والرشوة والمحسوبية وكثرة الإلحاد؟ وأين كنتم يامن
استيقظ الحجاب
ضمائركم ؟!!
أين أنتم من أربعة
عشر مليون عاطل وتسعة ملايين عانس لايجدون عملاً ولايجدون سكناً ولايقدرون
على علاج
أو دواء؟
أين أنتم من بيع وطن، يامن تخافون فقط على بيضة
الدين؟!! أرجوكم .. أين أنتم
وفى أى صف تقفون؟!!صف الدعارة السياسية أو صف الدياثة السياسية ؟!!ومتى
يكون لكم رأى وقرار سديد وتكونوا ليس
من أصحاب هذين الصفين وتكونوا مع الشعب ومع مصلحته أينما تحرك وحيثما
سار؟!!هذا سؤال .. فمن لديه الإجابة ؟!!