د.شعبان يكتب عن أزمة رواتب موظفي غزة وسبل التغلب عليها
كتب
د.عمر شعبان*: في العام 2006 و على أثر تشكيل حماس للحكومة وحدها قاطع
المجتمع الغربي كله و البعض العربي للحكومة حيت توقف عن المساهمة في دعم
بند الرواتب لبضعة شهور ،
د.شعبان يكتب عن أزمة رواتب موظفي غزة وسبل التغلب عليها
كتب د.عمر شعبان*: في العام 2006 و على أثر تشكيل حماس للحكومة وحدها قاطع المجتمع الغربي كله و البعض العربي للحكومة حيت توقف عن المساهمة في دعم بند الرواتب لبضعة شهور ، تم على أثرها إبتداع آلية دفع سميت TIM ( Temporarily International mechanism ) و التي قامت على دفع مرتبات الموظفين لحساباتهم في البنوك مباشرة دون المرور بوزارة المالية التي كانت تشرف عليها حكومة حماس .
وقد عنى ذلك إضعافا للسلطة الوطنية الفلسطينية و تعميقا للتدخل الدولي في إدارة السلطة الفلسطينية ومصادرة للقرار الفلسطيني . اليوم يتم البحث عن آلية مماثلة يتم فيها دفع مرتبات موظفي حكومة حماس في غزة دون المرور في حسابات حكومة الوفاق الوطني التي تشمل كل الوطن .
إن قطاع غزة يساهم بشكل كبير في موازنة السلطة الفلسطينية و في ضرائب المقاصة التي تحولها إسرائيل لوزارة المالية في رام الله و التي تزيد عن 600 مليون شيكل شهريا يساهم قطاع غزة بنسبة كبيرة فيها من خلال مشترياته من مئات السلع التي تدخل غزة يوميا. هذه المساهمة المالية تفوق بكثير فاتورة الرواتب لموظفي غزة .
تعتمد موازنة السلطة الفلسطينية على المصادر التالية:
1) المقاصة و التي تصل إلى قيمتها إلى أكثر من مليار و نصف المليار دولار سنويا تساهم مشتريات قطاع غزة بنسبة عالية فيها
2) التمويل الدولي الذي يبلغ أكثر من 1 مليار دولار سنويا و الضرائب المتنوعة بقيمة 1.2 مليار دولار سنويا . إسرائيل لا تجرؤ على وقف تحويل أموال المقاصة وهي أموال فلسطينية بحتة مهما كانت الاسباب حيث لم يحدث ذلك مطلقا رغم التهديد بذلك عدة مرات و المجتمع الدولي لن يتوقف عن تمويل السلطة مهما كانت الاسباب لإن العالم الغربي و العربي و الوضع الاقليمي و مصالح محتكري الاقتصاد الفلسطيني لا يحتملوا إنهيار السلطة الفلسطينية و مصالحهم معها.
الخلاصة : لماذا لا ندرك نقاط قوتنا!!، و لماذا لا نعي ان وحدتنا هي الكنز الذي لا ينضب مطلقا !!، ولماذا هذا الرعب من المجتمع الدولي!، و لماذا نسمح للمجتمع الدولي بأن يقرر لنا كيف ندير شؤوننا ! ولماذا يرتجف بعض سياسيينا من مجرد التفكير في خدش مشاعر المجتمع الدولي!، ولماذا هذا الظلم الذي يتعرض له قطاع غزة و يتم التعامل معه وكأنه يتبع كوكب المريخ و ليس جزءا أصيلا من المشروع الوطني الفلسطيني!!
* خبير اقتصادي فلسطيني