الموساد في بروكسل!
الموساد في بروكسل!
بقلم :عبداللطيف أبوضباع
مما لاشك فيه أن الموساد الاسرائيلي متورط في العديد من قضايا القتل والإرهاب والإجرام ، وبالطبع بمساندة الحكومة الاسرائيلية وبعض أجهزة المخابرات الغربية والعربية ..
في دراسة إسبانية وجد علماء أسبان أن التفكير بصوت مرتفع يساعد على حل المسائل المعقدة ، لذلك سأجرب وصفة الأسبان ، وأفكر بصوت مرتفع وعالي جدآ ، سأضع أسئلة وأجوبة ومعلومات وتصريحات واستنتاجات وأفكار واستفسارات وملاحظات ، ولامانع من المشاركة والتفكير معي ولكن بصوت عالي ومرتفع حتى أسمع ويسمع الجميع ، دعونا نبحث وندقق في كل صغيرة وكبيرة لأن النتيجة مهمة لنا كشعب فلسطيني ، وتحتاج للكثير من الدلائل و التحليلات والمناقشات المبنية على حقائق مؤكدة ،وبعد ذلك من الممكن عرضها على الاعلام العربي والغربي لتسليط الضوء على القاتل الحقيقي..
الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل!
يالها من مسرحية هزلية ، يالها من مفارقات عجيبة غريبة ، الموساد في بروكسل ، وما الغريب في هذا الموضوع، الموساد حاضر وبقوة في كل مدينة عربية وغربية ،وليس في بروكسل فقط .
*مجلس الأمن استنكر ، والأمم المتحدة أدانت ، والخارجية الفرنسية والبلجيكة والهولندية والفاتيكان والرومان والاغريق والولايات المتحدة والولايات غير المتحدة ، والاتحاد الاوروبي والاعلام العربي والغربي المرئي والمسموع والغير مسموع ،والوزراء والسفراء ، وكل من له منبر ولسان ، أدان الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل وأعتبروه عمل أرهابي معادي للسامية !
*اسرائيل وظفت هذه الجريمة توظيفآ سياسآ ، وفرنسا وبلجيكا وظفت هذه الجريمة توظيفآ أمنيآ ، الضحية يهودي ، والقاتل مسلم ! والجريمة في بلجيكا ،والقاتل يحمل الجنسية الفرنسية ، يا لها من مفارقة عجيبة!
*تم القبض على المشتبه به ، ومعه حقيبة فيها كلاشنكوف ملفوف في رداء أو لحاف يحمل شعار "داعش " ومع تسجيل صوتي يعترف أنه هو من نفذ العملية ، ماهي الرسالة التي يريدون ايصالها للرأي العام؟
*السلطات الاسرائيلية بعد الاعتداء بساعات ، قالت أن القاتل "محترف " وأن الجريمة تم تنفيذها بأحتراف! وهي -محقة في ذلك -، ولكن هل المحترف ، بعد تنفيذه للعملية يهرب الى بلد أخر ، ويحمل معه أداوات التنفيذ والأدلة التي تدينه! والأنكى من كل هذا يحمل معه تسجيل صوتي لاعترافه بالجريمة ، وكلاشينكوف ملفوف بشعار "داعش" ، في الحقيقة أنتم المحترفون لأنكم قدمتم للرأي العام والاعلام كل مايدين هذا الشخص ، وحتى قبل تقديمها للقضاء أو للمختبرات الجنائية ، اداوات التنفيذ موجودة وهي مطابقة للأدوات المستخدمة في جريمة "المتحف " ، الكلاشينكوف و شعار داعش يعني "توجيه التهمة للاسلام " وتسجيل صوتي ، والقبعة التي ظهرت في تسجيل الفيديو! وبالتالي أكتملت أركان الجريمة ، يالها من لعبة قذرة!
*السلطات الاسرائيلية تقول أن القتيلين لهم صلة بجريمة اغتيال القيادي عماد مغنية والقيادي محمود المبحوح ، ممتاز ؛ولكن ماعلاقة "داعش "في هذه اللعبة ، لعبة الموت! فاتتكم هذه النقطة! أوربما هذا التسريب بمثابة خط رجعة!
*بعد جريمة الاعتداء على المتحف بدقائق معدودة ، كان وزير الخارجية البلجيكي متواجد في الشارع الخلفي للمتحف وبسرعة البرق ذهب للمتحف عند سماعه للخبر! وكذلك وزيرة الداخلية جويل مليكيه كانت متواجدة في الشارع الذي يليه ، وبسرعة البرق ذهبت للمتحف عند سماعها الخبر ، يالها من صدفة عجيبة! يجب التحقيق في هذه الصدفة؟
الفبركات الصهيونية والفرنسية والبلجيكية لاتمت للحقيقة بصلة ، نحن نقص عليكم نبأهم بالحق .
قبل شهر تقريبا تقدمت كل من فرنسا وبلجيكا بمبادرة لعقد قمة تضم (9) دول بالأضافة الى منسق الاتحاد الاوروبي لمكافحة الأرهاب ، وذلك لخشية المسؤولين في هذه الدول من الجهاديين "الاوروبيين" المتواجدين على الأراضي السورية ، ومن أجل اتخاذ التدابير الوقائية ، وبالتالي يخشى المسؤولون في هذه الدول أن يعود رعاياهم وينفذون اعتداءات ارهابية في بلدانهم ، حسب ما أعلنته وزيرة الخارجية البلجيكية جويل ميلكيه في مؤتمر صحفي بتاريخ 9-5-2014 ، يالها من مفارقة عجيبة كيف عرفت الوزيرة البلجيكية جويل وتنبأت بهذه الاعتداءت!
عقدت القمة الأمنية لوزراء داخلية البلدان المعنية في بروكسل بتاريخ 8-5-2014 ، أي قبل الاعتداءات بأسبوعين تقريبا ، وفي هذه القمة دعا الوزير الفرنسي الى التعاون الامني بين سلطات المطار والمعابر وتبادل البيانات حول الركاب الذين يعبرون المطارات والمعابر وتفكيك الخلايا وكيفية التعاطي مع الذين يعودون من القتال ، ووضع العائدين تحت المراقبة ، وبالفعل كانت القوات الخاصة الفرنسية تهاجم كل الاوكار وتلاحق كل المشتبه بهم ، واعتقلت في ستراسبورغ 7 اشخاص ، 4مغاربة ، 3واتراك ، كانت السلطات الفرنسية تراقبهم قبل شهر كما تدعي ، واعتقد كان من بينهم المشتبه به المغربي مهدي نموش ، ولا أعلم أن كانت هنالك صفقة أم لا بين الاطراف! ويجب الوصول الى عائلة نموش أو الى اصدقائه ، بعد الانتهاء من القمة الأمنية قالت وزيرة الخارجية البلجيكية في مؤتمر صحفي ، لن نعلن عن الاجراءات "السرية" المقبلة! وسنسعى لسن قانون اوروبي يسمح بكشف اسماء المسافرين الى الشرق الأوسط ، ومن بين الدول التي حضرت القمة المغرب وتركيا! وهنا يجب العودة والتدقيق في كل ماذكرته الوزيرة البلجيكية جويل في ذلك المؤتمر الصحفي الذي عقد بتاريخ 9-5-2014
*الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل تم قبل 24 ساعة من التصويت في الانتخابات البلجيكية والتي فاز بها الاتحاد الفلمنكي ، وفاز ايضا21مرشح مغربي و11 مرشح تركي ، هناك من يقول انها كانت رسالة للتأثير على أصوات الناخبين!
لماذا كل هذا الاهتمام بجريمة المتحف اليهودي في بروكسل ، لأن الحلفاء -الموساد الاسرائيلي والمخابرات الفرنسية والبلجيكية - أرادوا إيصال عدد من الرسائل ..
أولا ،التخلص من العقدة الأمنية للمخابرات الفرنسية والبلحيكة ومحاربة الشبكات التي تستقطب الشباب الفرنسي والبلجيكي الى ساحات القتال في سوريا ، لأنها تشكل تهديد للأمن الداخلي لها ، ولأن قضية المخطوفين الفرنسين في سوريا على ايدي داعش وجبهة النصرة سببت لهم احراج كبير ، وبالتالي المواجهة ستكون مفتوحة معهم ، وهي أيضا رسالة توعية للشباب الفرنسي والبلجيكي في الداخل حتى لا ينجروا الى دهاليز التطرف والارهاب ، وبالتالي الحكومة هي المسؤولة عن حياتهم وعن أصواتهم وأصوات ذويهم في الانتخابات! ، وهناك من يقول انها رسالة دعم للمعارضة السورية في الخارج ، وذلك بعد اللقاء الذي تم بينهم وبين الحكومة البلجيكية والفرنسية ، وهي رسالة للاحزاب البلجيكية والفرنسية أن "الاسلام "هو الخطر القادم من الخارج والداخل ، وهي رسالة للتأثير على الرأي العام الفرنسي والبلجيكي والأوروبي بشكل عام .
"الموساد "
هل الموساد يقتل ابنائه ، وهل اسرائيل تقتل اليهود ، ولما لا وقد فعلتها اسرائيل من قبل!
بعض المصادر تقول أن القتيلين ، عمانويل وميري ريفيه كانوا على خلاف مع الموساد ، لأسباب مالية أو أمنية أو غيرها من الاسباب المهم أنهم كانوا على خلاف ، وهذا الخلاف تزايد بعد تعاون القتيلين مع الاتحاد التقدمي لليهود في بلجيكا المعارض لدولة اسرائيل وللصهيونية ، والتعاون مع "جهات " تعتبرها اسرائيل معادية لها ، هل الموساد قتلهم خوفا من تسريب معلومات استخبارتية؟ المهم أنه تم استدراج القتيلين الى المتحف لتصفية الحسابات بينهم وبين الموساد ، وهنا يجب التحقيق كيف تمت عملية الاستدراج؟
تمت الجريمة بحرفية يشهد لها القاصي والداني ، وهذه الجرائم تذكرني بعمليات صبري البنا (ابونضال ) على المتاحف والمعابد اليهودية في اسطنبول وفرنسا وبلجيكا وغيرها ، وكان المستفيد الأول والأخير من هذه العمليات الموساد الاسرائيلي والوكالة اليهودية ، فهذه الاعتداءات كانت الوسيلة الاخيرة أو "الحل الأخير" لجلب اليهود الى فلسطين المحتلة من خلال بث الرعب والخوف في المناطق التي يعيشون فيها ..
هذه هي السياسة الصهيونية منذ زمن ، وعلى سبيل المثال ، في 2 ايار 1948 قدم الحاخام كلورنز تقريرا أمام المؤتمر اليهودي الأمريكي جاء فيه ((انني مقتنع بأنه ينبغي "إرغام" اليهود على الذهاب الى فلسطين المحتلة ، وعندما أقول إرغام فأنني اعني طرح برنامج محدد ، ويستدعي تطبيق هذا البرنامج خلق أكبر قدر ممكن من المعاناة لليهود في الخارج وليس توفير سبل الراحة لهم وقد يتطلب الأمر في مرحلة تالية استدعاء قوات "الهاجاناه " للتحرش بهم ))
هذا ماقاله الحاخام وهذه هي السياسة الصهيونية لجلب اليهود والذي تغير فقط أن الموساد حل محل "الهاجاناه" .
بعد هذا المؤتمر بعامين فقط ، أي في عام 1950 ، رفض يهود العراق وأحجموا عن تسجيل اسمائهم في قوات الراغبين في الهجرة الى فلسطين المحتلة ،وماذا كانت النتيجة؟ لم تتورع الاستخبارات الاسرائيلية عن القاء قنابل على بيوت اليهود في بغداد ، وعلى المعبد اليهودي "سيتم توف" مما ادى الى مقتل وجرح العشرات منهم ، وفي اعقاب ذلك بدأت عملية خروج اليهود من العراق وسميت هذه العملية بعملية" علي بابا" !
*وشهد ايضا شاهدا من أهله ، ماقاله د.يغال بن نون المؤرخ الاسرائيلي ، أن جهاز الموساد أرسل في أوائل الستينيات خلية كبيرة بأمر من القائد أيسرهارئيل لتنفيذ اعمال ارهابية ضد يهود المغرب لكي تسمح للحركة الصهيونية باستجلابهم الى فلسطين المحتلة ، والاعتداء على معبد "اميا" في بيونس ايريس عام 94 في الارجنتين كان من تخطيط وتنفيذ جهاز الموساد ، وفي عام 1981 تفجير المعبد اليهودي في بولونيا ، وقبل 3 اعوام في فرنسا ، وغيرها وغيرها ، كل هذا يعني أن الموساد الاسرائيلي الصهيوني ، ارتكب الكثير من المجازر بحق اليهود ..
بعد الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل ، أعرب حاخام الجالية اليهودية في بروكسل "ابراهام غيعو " في اتصال مع وزير الاستيعاب والهجرة الاسرائيلي ، عن امتعاض الجالية من الهجوم المسلح وحذر من محاولة زعزعة وجودالجالية هناك- وكأنه يعرف أنهم القتلة - وبالمقابل نصحه الوزير بالهجرة كحل وحيد وأكد استعداد (اسرائيل) لاستيعابهم ! الحاخام اليهودي يتكلم عن الهجوم المسلح وزعزعة الاستقرار والوزير الصهيوني يتكلم عن الهجرة ، يبدو أن الحاخام يعلم أن القصد من هذا الهجوم هو الهجرة لذلك اتصل بوزير الاستيعاب لتحذيره من زعزعة استقرار الجالية ، اليست هذه مفارقة غريبة! يبدوا أن الحاخام ابراهام لديه الكثير من المعلومات والاسرار المهمة!
هل هي رسالة لليهود في اوروبا أن الوطن القومي اليهودي الآمن الديمقراطي في انتظاركم! هل هي رسالة للشعوب الأوروبية التي قاطعت منتجات المستوطنات الصهيونية ، ان هذه الاعتداءات نتيجة تحريضكم ضد اليهود وقد قالها وزير الخارجية ليبرمان بعد الاعتداء مباشرة ، وهي رسالة للتعاطف مع اليهود المضطهدين! وهل هي رسالة لاعداء السامية ! هل هي رسالة للقادة الذين سيجتمعون في بروكسل بعد أيام! هل هي رسالة للجميع!
الدعاية وأجهزة الاعلام الضخمة للصهيونية بامكانها تمرير بعض المؤمرات ،وإذا استطعنا إثبات علاقة الموساد بجريمة الاعتداء على المتحف اليهودي ، فهذا سيعتبر انجازآ كبيرآ للقضية الفلسطينية بشكل خاص ، أو على الأقل تحويل هذه المعركة الاعلامية لصالحنا ، الكيان الصهيوني ومعه العالم لم يهتم بهذه القضية وابرازها إلا لغاية في نفس يعقوب !لذلك لانعلم بالضبط مايخطط له الكيان الصهيوني للاستفادة من هذه الجريمة واستثمارها
كذبه العداء للسامية وأضطهاد اليهود ، لابد أن تنتهي والى الأبد ، ليس دفاعا عن أنفسنا فقط ، ولكن لإثبات أن المجرم والقاتل والأرهابي هي الحكومة الاسرائيلية وذراعها المخابراتي الموساد ، وحتى يعلم اليهود في داخل فلسطين المحتلة وخارجها أن الصهيونية تقدّمهم قرابين من أجل توسيع المشروع الصهيوني ..