استهداف الوزير "محمود الهباش" غباء سياسي
استهداف الوزير "محمود الهباش" غباء سياسي
كتب / ساهر الأقرع
قبل الحديث عن سياسة الاغتيالات التي تنفذها أيدي خبيثة لا بد من التعريف بالمصطلح الذي يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسبابا عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو انتقامية ، وبالنسبة لمنفذوا عمليات الاغتيال ضد شخصيات ذات وزن ثقيل بالسلطة فإن لعملية الاغتيال أهدافاً مركبة.
لم يعد هناك شك في أن التهديدات بحرق الضفة الغربية وتهديد البعض لبعضهما بالتفجيرات بالريموت كنترول قد أصبحت حقيقة واقعة لا ينكرها أحد بعد محاولة اغتيال وزير الأوقاف والشؤون الدينية د. محمود الهباش" من جهة واعتداء النائب "هتلر علي اللواء الرجوب" من جهة آخري.
تحولت التهديدات إلى حقيقة وأمر واقع .. تلك التهديدات التي بشرنا بها بعض المتنفذين ورفاقهم في الضفة الغربية الذين هددوا أن بعض مدن وقري الضفة الغربية ستتحول إلى فوضى وخراب بالريموت كنترول وأن الأمر كله سيتوقف عندما يأخذ كل بطل حقه بيده ، وإلغاء القانون وتهميشه لنصبح كالغابة القوي يؤكل الضعيف .
ألم يكن هذا هو ما قاله اللواء الرجوب ورفاقه على الهواء مباشرة في وقت سابق عندما اقدم مرافقوه بالاعتداء علي النائب في المجلس التشريعي "ابو الرب"، الملقب "هتلر".. وتم تشكيل لجنة تحقيق في الأمر ولكنها ذهبت نتائج اللجنة إدراج الرياح، الآن فقط أقدم "ابو الرب"، لأخذ حقه بيده وقام بالاعتداء علي اللواء الرجوب، ضن منه انه بهذا العمل البطولي والوطني سيحصل علي لقب بطل العالم، تناسي "ابو الرب"، انه كان من حقه ان يضرب الذي ضربه، ليس بالرجولة ان يتغاضي عن من ضربة ويضرب اللواء الرجوب، يقول انه ضد العنف وأنه لا يدعم العنف .. في حين تأتى ردود الأفعال منه غريبة وعجيبة وبل وغبية في الوقت نفسه عندما يتهم اللواء الرجوب وراء عملية الاعتداء علية في وقت سابق بمبررات واهية .. فهو يريد أن يحصل على حجة للتصعيد ضد "الرجوب" في الفترة القادمة أو لأنه يريد أن يتحول إلى بطل شعبي كما قالت سابقا.
هكذا يردد النائب "ابو الرب" بلا خجل أو حياء ليبرر ما وقع علي اللواء الرجوب وليس على شخص آخر .. عودة إلي محاولة اغتيال الوزير "محمود الهباش"، فوزير الأوقاف والشؤون الدينية يمثل فلسطين ولا يمثل نفسه ولو سقط الوزير "محمود الهباش"، سيكون هناك ألف "محمود الهباش" غيره للقضاء على الإرهاب والقتل والغدر .
إن محاولة اغتيال "محمود الهباش"، هي رد على نجاحه في ملاحقة القتلة والإرهابيين في رام الله وفى كل محافظات الضفة الغربية والتي أدت بشكل مباشر إلى حالة من العجز والشلل لدى هؤلاء الإرهابيين أصحاب المصالح الشخصية العفنة اذناب الاحتلال، لكن نظرة واحدة إلى الشارع تؤكد كذب هذه الفئات المسعورة التي تجد في نفسها أنها قادرة علي قلب حالة الأمن والأمان التي تسود الضفة الغربية .. وهذا هو ما دفع الرافضين للجوء إلى العنف والعودة لأسلوب الاغتيالات الجبانة .. وهل هناك أجبن من إرهاب يقتل صناع القرار والأطفال والأبرياء دون ذنب بل ويعتبرهم وقود المعركة في حين أن الشعب بملايينه يؤيد هؤلاء القادة صناع القرار اللذين يواصلون الليل بالنهار من اجل كرامة المواطن الفلسطيني وتوفير له حياة كريمة ناهيك عن مقارعتهم للاحتلال الإسرائيلي الذي يجتاح في كل ساعة مناطق عده من الضفة الغربية ويراهم هم نجاح الوطن ويساندهم في مواجهة إرهاب أسود لا يميز بين طفل وامرأة وشيخ وبين قاتل يستحق القتل والحرق.
لقد عادت الأراضي الفلسطينية إلى الوراء عشرات السنوات في بضع سنين فقط بسبب غباء وجهل وتطرف لن يجد من الفلسطينيون إلا مواجهة أشد وأعنف للقضاء على هذا الإرهاب .
العودة للاغتيالات هي بكل تأكيد غباء سياسي يدخل في إطار منظومة الغباء التي خلقت في عقول وثقافة فئة مرتزقة تسمي "إذناب الاحتلال"، لتحقيق أهداف وأجندات إسرائيلية ومصالح شخصية بحته، في هذه الفترة والتي لم تنتهز فرصة وصولها لمصالحها فقررت الاستمرار فى غبائها حتى سقطت من نظر الفلسطينيين بل واكتسبت المزيد من العداوات ممن كانوا يؤيدونها من حيث المثال الفلسطيني "الشخص الذي أكل كلف يجب ان يأكل مثله"، فتحولوا إلى أشخاص مجردين من القيم الإنسانية و مجرمون، أن ثبت بالدليل القاطع أنهم أغبياء في هذه الفترة الحرجة.
أليس من الغباء أن تتحول إلى العنف في الوقت الذي يطالب فيه البعض للمصالحة الوطنية بين الشخصيات القيادية لنتوحد في وجهة إسرائيل وامام التحديات الصعبة التي يخوضها الفلسطينيون مع إسرائيل وحلفائها أو بالدخول في حوار للوصول إلى حل سياسي يرضى الجميع ويحفظ دماء الفلسطينيون .. ألم يكن هناك حديث عن ضرورة المصالحة الوطنية حتى ولو كان البعض يرفضها .
إن ما يحدث الآن هو بمثابة انتحار سياسي لأصحاب المصالح الشخصية بالكامل، فبعد محاولة اغتيال وزير الأوقاف والشؤون الدينية "محمود الهباش"، واعتداء النائب "ابو الرب"، علي عضو مركزية فتح اللواء "جبريل الرجوب"، والعنف المسلح هوا عمل جبان بكافة المقاييس الوطنية والأخلاقية والدينية، ويستمر الضلال حتى أن أصحاب النفوس المريضة اتهموا "الهباش" هو الذي دبر حادث اغتياله ليصبح بطلا شعبيا.
ألم أقل لكم إنه الغباء بعينه .. أنهم فعلا يستحقون الإعدام في واضح النهار .. إن اللجوء للعنف والقتل ولسفك المزيد من الدماء لن يكون مقابله إلا المزيد من العنف ولكن هذه المرة سيكون العنف مبررا ومؤيدا بدعم شعبي كبير رافض لكل أساليب الإرهاب والتطرف وقتل الفلسطينيين بدم بارد، لذلك علي الأجهزة الأمنية الفلسطينية ان تلقي القبض علي هذه العصابة التي أطلقت وابل من الرصاص صوب الوزير "الهباش"، وهي قادرة علي ذلك، والا سندخل منحي خطير جدا في محاولات الاغتيال وسنري في كل يوم محاولة اغتيال جديدة إلي ان نصبح مجتمع إرهابي لا يستحق الحياة؟.
اللجوء للعنف يا سادة هو غباء سياسي بلا شك سيقضى على صاحبه ولن يكون يوما وسيلة لتحقيق أى أهداف و لن يكون طريقا للوصول إلى الغاية على جثث الضحايا من الفلسطينيين وعلى أشلاء الأطفال الذين تمزقت أشلاؤهم في تفجيرات غبية من قتلة أغبياء لا عهد لهم ولا دين.
سؤال إلى الساعين لتحقيق غايتهم القذرة في محاولات الاغتيال .. هل تعتقدون أن أحدا سيسمح لكم بعد الآن بأن تحققوا أهدافكم القدرة نحو إباحة الدم الفلسطيني ..؟؟ لا أعتقد
saherps@hotmail.com