من حقي ومن حقك أن تحلم ولكن ؟؟؟من حقي وحقك وحقهن والآخرين جميعا على الكرة الأرضية الواسعة أن نحلم، فالحلم
من حقي ومن حقك أن تحلم ولكن ؟؟؟من حقي وحقك وحقهن والآخرين جميعا على الكرة الأرضية الواسعة أن نحلم، فالحلم مجال للتوازن النفسي، جعله الخالق مجال تنفيس وضعي لبعض الانفعالات المكبوتة، لكن حلمي هنا في فلسطين مختلف عن حلمك في باقي البلدان.
أنت من جيلي تحلم هناك بكوخ قرب بحيرة نائية، تصطاد من باحته على الماء الصافي سمكا بلطيا، وتحلم بسفرة رفقة جذابة لبلد يبعد عن بلدك آلاف الكيلومترات قرأت عنه أخيرا، شددت الرحال أملا في حضور عرض مسرحي على خشبات مسارح شعبية يمر من أصوات ممثليها معنى الوجدان.
أحلامك سيدي الفاضل لا تنتهي، سيل جارف يجلب المتعة من وحي الخيال، يقدم ترويحا عن نفس متفائلة لم يهلكها الهم ولم يخيفها عصف السياسة المجنون، فتستمر تحلم وتحلم حتى آخر حلم مع حلول فجر باسم يدور عن فاتنة تشاركك المكان.
هنا أحلامي وأهلي وأحبائي مختلفة عن أحلامكم، أحلامنا كوابيس أحلامنا قهر وعذاب أحلامنا بسيطة ولكنها معقدة وبعيدة المنال , نحلم في وطن يعمه الحب والخير والسلام , نحلم في ابن يذهب إلى مدرسته ويعود بسلام , نحلم في أب فقير يذهب إلى عمله فيجد قوت رزقه الذي انقطع عنه كثيرا بسبب ظروفنا الاقتصادية القاهرة , يحلم الابن بعودة راتب أبيه الذي قطع عنه نتيجة بعض التقارير الكيدية الحقيرة , .يحلم شبابنا بإيجاد فرصة عمل أو وظيفة كي يستطيعوا تكوين وضعهم المالي من اجل الاستعداد للزواج, تحلم كل فتاه أن يأتيها شريك حياتها كي تنعم بحياة مستقرة أمنه مطمئنة بعيدا عن هاجس الخوف والترقب من المجهول , يحلم كل أب وأم أن يؤدوا فريضة الحج التي حرمو منها سنين طوال وهم على قائمة الانتظار .نحلم ويحلم الكثير من أن يؤدى صلاة في المسجد الأقصى المبارك ,.نحلم بوطن ياوينا ويحمينا من شرور المحتل الغاصب, نحلم بالعودة إلى أوطاننا التي هجرنا منها عنوة , نحلم ويحلم الكثير منا بمأوى بيت صغير كي يلم شملنا بعدما تفرق الأبناء بحثا عن مساكن للإيجار , لا تقارن بين أحلامي وأحلامك، ولا أقارن بين بلدي وبلدك. بلدك ياسيدي أعاد الرجال بناءه بعد حروب أعترف السياسيون خطأ ارتكابها، درسوا آثارها سعوا إلى تجاوزها، اتفقوا أن يتحالفوا في السياسة والمال لتجنب حروب أخرى تقتل أبناءهم، تقض مضاجعهم، تفسد الأمان.
بلدي جعلوه ساحة حرب مستمرة، نصف قرن مستمرة، واحدة تلد أخرى، وجعلوني أختلف مع جاري عن تواريخ قديمة، ونتائج حروب قديمة، وعن معنى الأسماء، وفوق هذا وذاك جعلوني وأهلي حاملي معاول هدم للبنيان.
لم تبق وظيفة اتزان لأحلامنا كما أراد الخالق، ولم يبق مجال للتخلص من كوابيس الأحلام لنصف قرن من العذاب، إلا بالعودة إلى فلسطينينا، وإدراك ما يجري من حولنا، والتفكير بمستقبلنا، والحلم مثل أقراننا والسير على طريقتهم في العيش بهذا الزمان. نحلم ونحلم ونستمر في الأحلام ألا ترون أنها أحلام بسيطة ولكنها صعبة المنال إذا فلنستمر في أحلامنا حتى تتحقق أو يأذن الله في أمرنا..
بقلم الكاتب /أ.عبد الكريم عاشور
Abedashour55@hotmail.com
|