مصر .. مازال الفن الغنائي يمتلك حس القلوب
القاهرة- صورة قلمية- رامي فرج الله- صدق اللي قال:" ولد الفن وترعرع في مصر"، حيث لم أستطع أن أتمالك نفسي وأنا أصغي إلى غناء جيل السيتنات،
مصر .. مازال الفن الغنائي يمتلك حس القلوب
القاهرة- صورة قلمية- رامي فرج الله- صدق اللي قال:" ولد الفن وترعرع في مصر"، حيث لم أستطع أن أتمالك نفسي وأنا أصغي إلى غناء جيل السيتنات، وقد احتسيت كأساً من الشاي في إحدى مقاهي القاهرة وسط البلد، فسرعان ما اندمجت مع مجموعة تبلغ أعمارهم ما بين الثلاثين والخمسين، والأستاذ أسامة بدح والذي يعمل مخرجاً إضافة إلى كونه فنان ، إذ به شرع بالغناء الطربي لأم كلثوم وفريد الأطرش.
بدأ بالغناء بصوته الجهوري الجميل، يغني لأم كلثوم، سيدة الطرب الأصيل، واخرون يصفقون له، ويرددون معه أغنية " الأطلال"، وقلبه ينبض بالأحاسيس المرهفة، واذاننا مشتاقة إلى سماع ذلك.
كنت ومن رافقت صحبته من زملائي الفلسطينيين جلسنا نستمع إلى بدح وهو يغني، وحنجرته تعزف المقامات، لقد كان بدح متألق وهو يعزف أغنية الأطلال على العود، وقد سرقنا الوقت حتى دخلنا في الساعة الثانية صباحً من فجر يوم جديد.
كانت ليلة جميلة رائعة بما فيها من معاني، يعجز اللسان عن الوصف والتعبير، وكنا قبل ذلك عرفنا أنفسنا، وأننا من فلسطين، وهنا عند ذكر " فلسطين" ارتسمت على شفاهم ابتسامة خفيفة، وبانت ملامح الاعدة والابتهاج بنا على وجوههم.
وقام أحدهم ليدعونا إلى سهرة يوم الجمعة ليلاً لنستمع إلى غناء الفنان محمد فتحي، والذي غنى للثورة السورية أغنية بعنوان " يا أبي "، وما كان مني إلا أن أشكره على دعوته هذه، وأقوم بالمثل بدعوته ودعوة بدح بزيارة غزة.
كم كان هذا اليوم يوماً جميلاً، ونحن جالسين تحت الأضواء الكاشفة، وهناك من يغني، ومنهم من يلعب " الدومنة"، واخرون يتسامرون ويضحكون، وقلوبهم نقية، لا يحملون الهموم على أكتافهم مثلنا في غزة، يعيشون حياتهم بكل بساطة، لا يكلون ولا يملون، والضحك لا يفارقهم، يلهون ويمزحون، لا يكترثون بما يجري وما سيجري.
هذه هي حياة المصرين بين فن وغناء وطرب، وبين لهو ولعب، وسهر في الليل، وعمل في النهار.