إسرائيل وأهدافها العدوانية على غزة
بقلم الصحفي/ رامي فرج الله
كثيراً ما يتردد عبر وسائلنا الإعلامية من خلال مقابلات تجريها مع محللين سياسيين وعسكريين في برامجها الحوارية أن إسرائيل وضعت سبعة أهداف منذ بداية العدوان،
إسرائيل وأهدافها العدوانية على غزة
بقلم الصحفي/ رامي فرج الله
كثيراً ما يتردد عبر وسائلنا الإعلامية من خلال مقابلات تجريها مع محللين سياسيين وعسكريين في برامجها الحوارية أن إسرائيل وضعت سبعة أهداف منذ بداية العدوان، ثم تراجعت عن أهدافها، لكن في حقيقة الأمر، العدو الإسرائيلي يحاول أن يوسع أكبر كمية من تحقيق أهدافه المنشودة حسب حساباته الجديدة مستخدماً الغدر في ذلك من خلال تمويه المقاومة الفلسطينية حول موافقتها على التهدئة من أجل كسب عنصر الوقت لتحقيق الأهداف.
الكيان الصهيوني وضع أهدافاً فرعية، اختزلت في أربعة انبثقت عن الهدف الرئيس وهو القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية، وإشغاله بالأعمار، حتى ينشغل عن قضيته الأساسية وهي تحرير الأرض.
والأهداف الأربعة التي وضعتها إسرائيل لتحقيق هدفها الأسمى تكمن في الأولى / ضرب المؤسسات العسكرية ومخزون الأسلحة إضافة إلى العنصر البشري المقاوم، والذي تمثل في ضرب مقار الأجهزة الأمنية واغتيال نشطاء فلسطينيين، والثاني/ ضرب الإعلام، والذي تمثل في ضرب برج الشروق الذي يحتوي على مكاتب إعلامية، حتى لا يتسنى للفلسطينيين كشف جرائم الاحتلال التي ترتكب بحق شعبنا في غزة، والثالثة/ ضرب تمويل المنظمات الفلسطينية المسلحة، وتمثلت في ضرب البنك الوطني الإسلامي، والرابع/ تدمير مقدرات شعبنا عبر ضرب ملعب فلسطين ومطار غزة الدولي، وقصف المنازل ليلتهي شعب غزة بالأعمار على فترات بعيدة تكون إسرائيل قد أنهكت فيها المقاومة لتأخذ مدة أطول في بناء نفسها وإعادة هيكلها.
إن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدراتها في الصمود والتصدي للعدوان الغاشم على قطاع غزة، بإطلاق رشقات صاروخية على أهداف إسرائيلية في العمق الاستراتيجي لها، من ضرب تل أبيب والقدس وبيت يام والنقب و بئر السبع وحيفا بصواريخ متطورة، كما تم ضرب بوارج صهيونية في عرض البحر، وثكنات عسكرية، أصابت هذه الصواريخ أهدافها بدقة وعناية فأدى إلى قتل مجندين ومستعمرين صهاينة، وتدمير منازل، و إدخال الرعب في نفوسهم، مما دفع بإسرائيل إلى البحث عن تهدئة مع غزة، و أهم ما ميز هذا الضرب في العمق الإسرائيلي وصول الصواريخ الفلسطينية على بعد من الكنيست، وبضع أمتار من السفارة الأميركية في القدس، الذي دفع بالولايات الأميركية أن تخضع هي أيضاً للمقاومة الفلسطينية فأجلت رعاياها من الكيان الصهيوني بالأمس.
إنه لإنجاز يحسب للمقاومة الباسلة في فرض شروطها التفاوضية حول التهدئة، لكن إسرائيل عودتنا على الغدر، وهي صفة ملازمة لها، سعياً لتحقيق هدفها الأسمى الذي سبق ذكره آنفا، وهنا ينبغي للمقاومة أن تظل متوحدة ومتيقظة لما هو آت، خصوصاً وأن هناك أحاديث صهيونية تدعو إلى فك الارتباط عن غزة، وإلقائها في حضن مصر ( عودة الإدارة المصرية ) كما وردت في صحيفة معاريف بالأمس.
كاتب من غزة
Fa2221@hotmail.com