لماذا تخاف حماس الانتخابات؟!!
بقلم :داليا العفيفي
حركة حماس منذ فترة تجاوزت خمس سنوات وهي متربعة على عرش قطاع غزة قهراً ، .
لماذا تخاف حماس الانتخابات؟!!
بقلم :داليا العفيفي
حركة حماس منذ فترة تجاوزت خمس سنوات وهي متربعة على عرش قطاع غزة قهراً ، بعدما سيطرت على مراكز السلطة الشرعية وإستحلت دماء المئات من الشباب بقوة السلاح في منتصف حزيران 2007.
وبدأت يوما بعد يوم تشرق الحقائق وتُسقط الأقنعة عن أوجه قادتها فمن حفرة إلى دحديرة ،أغرقت المواطن الغزي في حلقات تراجعية وتدميرية ليصبح حال المواطن من سئ إلى أسوأ ، حيث تفشت وتفاقمت المصاعب الحياتية والمعاناة اليومية في البلد مثل "حصار، فقر، جرائم ’ إرتفاع معدل البطالة، معابر مغلقة ،ارتفاع معدل العنوسة ،إنتشار الرشوة والمحسوبية، إعتقالات تعسفية ،ضرائب جديدة ،مصادرة الحريات ، قمع الاعلام ومطاردة الاعلاميين وتكميم الافواه...إلخ" كل ذلك أطاح بأسهم الحركة عند المواطن حتى الشخص الذي انتخبها يوما ما ، لكن بعد أن أصبح يعيش حالة تقارب من الموت السريري وتحولت أرضه إلى حاكورة آل حماس فقط ،بدأ يشعرالمواطن بحجم الخطيئة التى ارتكبها بحق نفسه وأولاده عندما أدلى بصوته لهذه الفئة التى ظهر زيفها وخداعها للقاصى والدانى ،فقد تمني الكثير من الأشخاص الذين انتخبوا حماس قطع إلابهام الذي صوت لهم.
فذلك لم يأت من فراغ فحركة حماس رسمت للشارع الغزي جنة الله على الأرض وبدأت تسرد سيناريوهات لم يحلم بها مواطن أمريكي ولكنها عندما تمكنت من كرسي الحكم والسلطة أصبحت لا تتطلع إلا لتسمين أرصدتها وجلب الأموال بأي طريقة كانت دون النظر إلى ما وصلت إليه الأمور لدى فئة الأغلبية من الناس الذين أصبحوا متسولين بلا أمل في ظل سلطة الأمر الواقع الحمساوية.
لم تكن تفاجئنا على الإطلاق المشاريع الاستثمارية التى تطل برأسها في القطاع بين الفينة والأخرى ، بقليل من الجهد والسؤال لو بحث المواطن وراءها لوجد أن من يقف خلفها هو أحد أبناء حماس ووكلائها التجاريين الذين يقومون بإدارة أموالها ومشاريعها الهادفة الى السيطرة المطلقة على مختلف مصادر الحياة الاقتصادية في البلد ، حيث تمثل هذه البنى الاقتصادية والعقارية البوابة الأمثل لعملية غسيل وتبييض الأموال الواردة الى خزينة حماس عبر بوابات سرية مختلفة...؟!!! لكن ما نعلمه أن الغزيين يعانون صراعات متباينة وكثيفة خصوصا في مواجهة حالة الفقرغير المسبوقة التى يصاحبها بالتوازي طفرة من معالم الثراء وبروز طبقة ناشئة من الأثرياء الجدد زادت عن ستمائة مليونير من محدثي النعمة .
ولو نظرنا إلى المجتمع الغزي اليوم سنجد أنه ينقسم إلى طبقتين أحدهم تندرج تحت مسمي الأغنياء وهي مقتصرة على أبناء حماس وبعض التجار التابعين أو المنتمين لهم ،أما الطبقة الثانية فقيرة قد يصل حالها إلى حد الصفر ،فهذا أحد المواليد العقيمة لحركة حماس .
فمن وجهة نظري أنها نفس الأسباب التى كان يعيشها المواطن الغزي ابان حكم السلطة وهي نفس الأسباب التى دفعت المواطنين إلى انتخاب حماس دونا عن غيره.
كان من الطبيعي جدا أن تتخوف هذه الحركة من الابتداء بخطوة إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطنى ، وأن تقوم بالتشكيك فيها وإستباق للنتائج قبل وقوعها والتلويح بتهمة التزوير من الان ،فالحالة الظلامية والمعاناة القهرية التى عاش بها أبناء غزة جديرة بتغيير البوصلة الانتخابية إلى اتجاه معاكس يفقد هذه الحركة دعم وتأييد الجماهير ويقلص نفوذها الذى بات اليوم يحتكم لقوة الإكراه والإرهاب المادى والمعنوى الذى تقوم به أجهزتها الأمنية في القطاع ، بالإضافة إلى فشلها الذريع في تحمل المسؤوليات الوطنية والاخلاقية وتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطن ،كما سقطت شعاراتها البراقة على المحك العملى .
فالتوقعات الملموسة والمبنية على وقائع وحقائق يتعايشها المواطن تدفعنا للقول أن إقرار وإنجاز الانتخابات الفلسطينية بحرية وشفافية وفق المعايير الديمقراطية الحقيقية سيكون بداية النهاية لأكاذيب حماس و إدعاءات الطهارة والمقاومة والنزاهة ، فهى تبحث عن السلطة والمال والنفوذ بأي ثمن ليس إلا .