نظام دمشق و تصدير الازمه .. وجهة نظر
بقلم د. وائل الريماوي - صوفيا
يبدو أن تزايد الانشقاقات العسكرية من قبل ضباط وجنود الجيش السوري ودخول العاصمة السورية دمشق على خط المواجهات العسكرية بين النظام والجيش السوري الحر دفع بالنظام السوري
نظام دمشق و تصدير الازمه .. وجهة نظر
بقلم د. وائل الريماوي - صوفيا
يبدو أن تزايد الانشقاقات العسكرية من قبل ضباط وجنود الجيش السوري ودخول العاصمة السورية دمشق على خط المواجهات العسكرية بين النظام والجيش السوري الحر دفع بالنظام السوري خلال الأيام القليلة الماضية إلى محاولة تصدير أزمته إلى دول الجوار وبالتحديد إلى تركيا من خلال إسقاط طائرة الاستطلاع التركية بصاروخ فوق المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط وهي محاولة يائسة لإبعاد الأنظار عن المجازر التي تجري في سوريا. أزمة النظام وفشله في إخماد الثورة الشعبية المطالبة بالحرية والتغيير بالقوة تجلت في أقوال الرئيس السوري للحكومة الجديدة بالتركيز على الوضع الاقتصادي في البلاد دون الإشارة بصراحة ووضوح إلى الأزمة الخانقة التي يعيشها النظام بسبب سياساته وعنفه الذي أدى إلى وقوع مجازر مروعة ضد أبناء الشعب السوري وفي" السعي لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية من خلال معالجة الأزمات التي يعاني منها الشعب السوري"إلا أن رئيس النظام السوري لم يحدد الجهة أو الجهات التي يريد أن يتصالح معها فالحكومة الجديدة التي قيل أنها حكومة وحدة وطنية كما أعلن تضم "المعارضة"ومن المفترض حسب مقاييس النظام السوري أنها تمثل الشعب..!! المصالحة الوطنية التي يطالب رأس النظام بتحقيقها لا يمكن أن تجري فيما تواصل قواته وأجهزة أمنه قتل المدنيين في المدن والبلدات السورية الثائرة على نظامه وقصفهم بالطائرات والدبابات وتشريد وتهجير من ينجو من القتل منهم. إن أحد أهم شروط تحقيق المصالحة الوطنية في البلاد أن يكف النظام عن قتل الناس في مدنهم وبلداتهم وأن يكف عن تهجيرهم وأن يجري تقديم المتورطين بارتكاب الجرائم ضد المواطنين السوريين إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب وأن يجري تعويض جميع الأهالي الذين تضرروا من قرارات النظام وخياراته التي أدت إلى مقتل آلاف السوريين وتدمير بيوتهم. إن الحديث عن المصالحة الوطنية في الوقت الذي دخلت فيه البلاد في أتون حرب طائفية بسبب قرارات النظام وخياراته وإصراره على قتل المطالبين بالتغيير يصبح حديثا لذر الرماد في العيون ومحاولة للتذاكي على الشعب السوري الذي لا يمكن أن يثق بوعود النظام المتورط في دم السوريين. النظام الذي أضاع العديد من الفرص لإخراج سوريا من النفق المظلم الذي دخلته بسبب تعنته ومماطلته ورفضه الاستجابة لمطالب الشعب السوري بدأ يفقد السيطرة العسكرية على المدن والبلدات السورية ومحاولته تصدير أزماته إلى الخارج لن تنفع في إدامة وجوده في السلطة بل ستسرع بطريقة أو بأخرى في رحيله.