مقالات مميزة: فضل كعوش : قرارات صعبة ومصيرية كان على ياسر عرفات والقيادة السياسية إتخاذها بتاريخ الأحد 06 مايو 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
قرارات صعبة ومصيرية كان على ياسر عرفات والقيادة السياسية إتخاذها
إعداد : المهندس فضل كعوش الرئيس السابق لسلطة المياه الفلسطينية الرئيس السابق للجنة المفاوضات حول المياه
ياسر عرفات قائد الشعب الفلسطيني ومفجر ثورته الحديثة ، وأحد أبرز القادة العظام في العالم خلال القرن العشرين،
قرارات صعبة ومصيرية كان على ياسر عرفات والقيادة السياسية إتخاذها
إعداد : المهندس فضل كعوش الرئيس السابق لسلطة المياه الفلسطينية الرئيس السابق للجنة المفاوضات حول المياه
ياسر عرفات قائد الشعب الفلسطيني ومفجر ثورته الحديثة ، وأحد أبرز القادة العظام في العالم خلال القرن العشرين، خاض نضالا وجهادا لا يلين طوال أكثر من نصف قرن على مختلف الجبهات، أعاد الحياة لأسم فلسطين ولقضية شعبها في الوعي الانساني، ووضع القضية الفلسطينية على الخارطة السياسية العالمية . درب طويلة وشاقة قطعها القائد ياسر عرفات ، وهو يحمل بندقيته ليفتدي شعبه ، بل شعوب ألأمة العربية امام حكم الطاغية شارون ، وأمام حكام وقادة إسرائيل العنصريين والمتطرفين . عرفات القائد ألأكثر إعتدالا وألأرجح عقلا ، قد تكون للبطل ألأسطوري أخطاء كثيرة ، وإختلافات عديدة مع رفاق الدرب ، ولكن أحدا لم يستطع ان يشك يوما بوطنية عرفات وإخلاصة لقضية شعبه ، وصدقه الثوري مع ثورته وثواره ، كان دائما مملوءً ، بنكران الذات وبتواضع ألعظماء ، لقد صدق وعده ورفض حرية الحركة في المنافي وأثر حرية ألأرادة والقرار في سجنه في المقاطعة في رام الله ، مقسما ألا يغادرها إلا شهيدا ، وها هو قد إفتدى وطنه وشعبه ليكون كبير الشهداء . كان دائما الباحث عن المبادرة والحلول التي تصل به الى بداية الطريق الى فلسطين ، والى تحقيق الحرية وألأستقلال لأبناء شعبه ، فكانت قراراته الصعبة والشجاعة التي إتخذها وتحدى بها كل المزايدين والمراهنينعلى قدراته والمشككين بصواب حكمه ، ففاز ابو عمار في رهان العودة وإثبات الوجود والهوية والحق الفلسطيني ، ودفع حياته ثمنا لذلك .
قرارات صعبة وومصيرية كان لا بد من إتخاذها ، ولم يكن أمامه أي خيار او بديل أخر : قرار المشاركة في مؤتمر السلام في مدريد عام 1991 : أعلن الرئيس جورج بوش ، رئيس الولايات المتحدة ألأمريكية ، في بيان القاه امام الكونغرس في السادس من أذار عام 1991 أن على الولايات المتحدة ألأمريكية ان تعمل كل ما تستطيعه لأنهاء الصراع بين العرب وإسرائيل وبين الفلسطينيين وإسرائيل ، وأوضح بأن السلام الشامل ، ينبغي ان يقوم على أساس قرارات مجلس ألأمن الدولي رقم 242 ، و 338 ، وعلى مبدأ ألأرض مقابل السلام ، وأضاف الرئيس ألأمريكي قائلا بأن تطبيق هذا المبدأ يجب ان يضمن ألأمن لأسرائيل وأن يعترف العرب بها ، وفي نفس الوقت يكفل حقوق الفلسطينيين السياسية المشروعة ، وعلى اساس هذا البيان شرع وزير الخارجية ألأمريكي جيمس بيكر في بذل الجهود من اجل إنجاح مبادرة السلام في الشرق ألأوسط . ومن خلال الأتصالات السياسية التي أجراها جيمس بيكر ، تبين بوضوح كامل أن الولايات المتحدة ألأمريكية قد رضخت للضغوط ألأسرائيلية بشأن إستبعاد منظمة التحرير الفلسطينية ، وياسر عرفات على وجه الخصوص ، عن المشاركة في أعمال مؤتمر السلام الذي شرع الأمريكان بالتحضير له . أدرك ياسر عرفات أن إسرائيل تقف وراء هذا القرار تهربا من الدخول في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين خشية من ان تمارس الولايات المتحدة ألأمريكية خلالها ضغوطا عليها، تقضي الى حل المشكلة الفلسطينية على حساب إسرائيل ، وأدرك عرفات أيضا أن هناك خطورة كبيرة على القضية الفلسطينية ، ولذلك باشر وعلى الفور تحركاته وإتصالاته على كافة ألمستويات العربية والأقليمية والدولية بهدف ألضغط على الجانب ألأمريكي لضمان مشاركة الفلسطينيين بوفد مستقل في محادثات السلام ، إلا ان ألأمركيين ومن خلفهم ألأسرائليين رفضوا مشاركة الفلسطينيين ضمن وفد مستقل وإشترطوا ان يكون الوفد الفلسطيني ضمن الوفد ألأردني .... كان هذا ألأمر بالنسبة للرئيس عرفات والقيادة الفلسطينية في غاية الصعوبة وألأهانة وألأجحاف ، إلا انه كان الطريق الوحيد الى فلسطين ، ومن هنا إتخذ عرفات قراره المؤلم والصعب بالمشاركة في مؤتمر السلام بوفد فلسطيني غير مستقل وضمن الوفد الأردني ، وقد إتخذ عرفات قراره هذا بناء على موافقة المجلس الوطني الفلسطيني في دورته التي إنعقدت في الجزائر خلال الفترة 21-28/ أب /1991 . مهما يكن من أمر فقد إعتبر ياسر عرفات ان الهدف الرئيسي هو الوصول الى إستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه السياسية المشروعة وزوال ألأحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، وأن مشاركة الفلسطينيين في اعمال المؤتمر أفضل بكثير من المقاطعة ، وهكذا وضع ياسر عرفات خطة لتحرك القيادة السياسية الفلسطينية سعيا لأيجاد وسيلة تقضي الى إجراء مفاوضات سلام حقيقية جادة ومباشرة تكون منظمة التحرير الفلسطينية طرفا أساسيا فيها . قرار الدخول في مفاوضات سرية مباشرة مع ألأسرائيليين عام 1993 : في الوقت الذي كانت تجري فيه المفاوضات العلنية والرسمية في إطار عملية السلام ، وفي ضوء النتائج ألأولية لتلك المفاوضات ، نجحت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الشهيد القائد ياسر عرفات في إحداث إختراق سياسي تاريخي حينما اقر الكنيست ألأسرائيلي في 19 / كانون الثاني من العام 1993 إلغاء القانون الذي أصدره عام 1986 بشأن حظر الأتصال بمنظمة التحرير الفلسطينية ، وكان قرار ألألغاء الذي صدر عن الكنيست بمثابة تمهيدا للدخول في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين ، وبالفعل دخل الفلسطينييون في مفاوضات سرية ومباشرة مع الأسرائليين عقدت اولى جلساتها في ضواحي العاصمة النرويجية أوسلو ، وقد إنتهت هذه المفاوضات الى إتفاق مبدأي في أب من العام 1993 ، إستكملت على أساسه المرحلة الأولية من المفاوضات الثنائية المباشرة توصل خلالها الطرفان الى التوقيع على إتفاقية إعلان المباديء التي عرفت بأتفاقية أوسلو بتاريخ 13 أيلول 1993 . ويكفل إتفاق إعلان المباديء فترة إنتقالية مدتها خمس سنوات ، ويتضمن ألأعلان ان تجرى المفاوضات النهائية حول القضايا الجوهرية على أساس قرار مجلس ألأمن 242 ومبدأ ألأرض مقابل السلام وفي مقدمة تلك القضايا : القدس ، اللاجئين ، المستوطنات ، الأراضي والحدوود ، وغيرها ، وذلك في موعد إقصاه السنة الثالثة من من المرحلة ألأنتقالية . حقق إتفاق إعلان المباديء للفلسطينيين خطوات هامة جدا على طريق إستعادة الحقوق السياسية المشروعة وزوال ألأحتلال وتحرير ألأرض ، كان أول تلك الخطوات إتفاق القاهرة عام 1994 والذي عرف بأتفاقية غزة وأريحا أولا ، وقد باشرت إسرائيل بموجبه ألأفراج عن خمسة ألاف أسير فلسطيني ، ثم جلت عن قطاع غزة ومنطقة أريحا في الفترة 10 ، 13 من أيار 1994 على التوالي ، وفي 24 من أيار 1994 ألغي العمل بألأوامر العسكرية ألأسرائيلية في جميع المناطق التي تم ألأجلاء عنها . وقد نجح القائد ياسر عرفات في عبور الجزء ألأكبر من نفق العودة والتحرير ، فقد أكد من غزة بعد عودته التاريخية الى أرض الوطن في ألأول من تموز 1994 أكد لأبناء شعبه ، بأنه ستكون هناك إخلاءات ثانية وثالثة ورابعة للأسرائليين من فلسطين حتى زوال ألأحتلال بشكل كامل ونهائي عن كافة ألأراضي الفلسطينية التي إحتلت بعد الرابع من حزيران عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة . وقد تأكد فيما بعد صدق ما قاله الرئيس الراحل ياسر عرفات لشعبه حينما إبتدأ الفلسطينييون يشاهدون إنسحاب الجيش ألأسرائيلي من المدن الفلسطينية الكبرى : بيت لحم ، الخليل ، رام الله ، نابلس ، طولكرم ، جنين ، قلقيلية ، وطوباس ومن العديد من البلدات والقرى الفلسطينية ألأخرى . كان لأتفاق أوسلو ألأثر الكبير على الجميع حيث واجه القائد الرئيس الرمز ياسر عرفات إنتقادات شديدة من البعض من الفلسطينيين والعرب ممن لم يكونوا يعرفوا ياسر عرفات وإتهمه البعض بالتفريط بالحقوق الفلسطينية ، أما أولئك الذين كانوا يعرفون هذ الرجل جيدا فأنهم لم يفاجئوا ولم يندهشوا ولم يستغربوا ، لآنهم كانوا يدركون طبيعة وأبعاد التحديات والمخاطر التي كانت تواجه القائد والقيادة والتي كانت تتطلب بالضرورة إتخاذ القرارات العاجلة ، وعلى الرغم من أن ياسر عرفات كان ملتزما بألأطر القيادية لحركة فتح ولمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتهما ووفق آليات صنع القرارالمقرة والمعتمدة في نظام عملهما ومسؤولياتهما ، إلا أنه عرف بأقدامه وشجاعته على تحمل المسؤولية لا سيما حين يكون هناك وضعاً إستثنائياً وطارئاً ، وأمر عاجلاً ، فقد كان عرفات يتخذ قرارة لكي لا تضيع الفرص وتنعكس سلبا على المصلحة الفلسطينية العليا ، فقد كان قراره بمشاركة وفد منظمة التحرير في مؤتمر مدريد على النحو الذي تم فيه غير مرضي له ولا للقيادة الفلسطينية ولكن لم يكن هناك خيار أخر ، لكن عرفات عاد ونجح في إعادة ألأعتبار وتعزيز مكانة ووضع المفاوض الفلسطيني حينما قرر إجراء مفاوضات سرية مباشرة ووجها لوجه بين ألأسرائليين ومنظمة التحرير الفلسطينية . لقد فرض الفلسطينييون أنفسهم على خارطة العملية التفاوضية ومعادلة السلام في المنطقة ، وأصبحوا طرفا سياسيا ومفاوضا رسميا يحملون أجندتهم التفاوضية بأنفسهم ويطالبون بأستعادة حقوقهم المشروعة ، مثلهم مثل باقي ألأطراف ألأخرى المشاركة في عملية السلام ، وفي مقابلة له مع صحيفة التايمز في كانون الثاني 1994 قال عرفات :المهم بالنسبة لي وللقيادة الفلسطينية هو تثبيت شعبنا الفلسطيني على خارطة الشرق ألأوسط كي لا يصبحوا مثل أولئك الذين شطبت ألأتفاقيات الدولية وجودهم ، على غرار ما حدث مع العديد من الجماعات ألأنسانية عقب الحربين العالميين ألأولى والثانية ، وقد بدأ العالم كله يتحدث بأهتمام شديد حول مسألة الحقوق الفلسطينية المشروعة ، وتعاظمت الجهود الدولية من أجل تحقيق السلام العادل والشامل الذي يشمل تحقيق المطالب الفلسطينية في الحرية وألأستقلال . رد أبوعمارعلى معارضي سياسته قائلا : إن كانت لديهم عشر إعتراضات على إتفاق أوسلو ، فأن لدي مائة إعتراض ، ولكن ينبغي علينا ان نجد الطريق في النهاية الى فلسطين وأن نخطو الخطوات العملية ألأولى صوب فلسطين ، وأن ما إتخذناه في هذا الصدد هو القرار الصحيح لأنه القرار الذي يقودنا الى سلام الشجعان ، ولو كان لدينا طريقا أخر لما كنا إنتظرنا هذه السنين الطويلة من القهر والمعاناة ، ولم يعد من الممكن ألأنتظار أكثر . وبعد التوقيع على ألأتفاق المرحلي لعام 1995 والمعروف بأتفاق طابا ، بدأ حلم عرفات يتحقق ، فأجريت ألأنتخابات الرئاسية والبرلمانية في كانون الثاني من عام 1996 وإنتخب ياسر عرفات بأغلبية بلغت 87 % وذلك في مجرى عملية إنتخابية ديمقراطية تمت تحت إشراف دولي ، كما تم إنتخاب 88 عضوا للمجلس التشريعي الفلسطيني ، وإنبثقت مؤسسات الدولة الفلسطينية فوق أرض فلسطين كما أرادها عرفات وليس في منافي الشتات ، فشكلت الوزارات والمؤسسات الرسمية والشرطة وألأمن الداخلي .وإبتدأ الفلسطينيون يشتمون رائحة ألحرية وألأستقلال ، وإبتدأ حلم الدولة يتحول الى حقيقة شيئاً فشيئا .ً قرار الذهاب الى محادثات كامب ديفيد خلال شهر تموزعام 2000 : أوشك عرفات ان يصل بالفعل الى نهاية النفق ، ولم يتنازل عن قيد أنملة من الثوابت والحقوق الفلسطينية ، إنتهج سياسة حكيمة وعمل بجهد وكد وصبر وتحمل الشدائد ، فقد كان الطريق الى فلسطين مليء بالصعوبات ، والمخاطر . حاول دائما ان يبقي أبواب الحوار مفتوحة مع الجميع ساعيا لأيجاد حلول للمشكلات المستعصية ، مدركا بأن الحوار هو وحده الكفيل بأزالة العقبات وإيجاد الحلول الملائمة ،وبعد ان واجهت المفاوضات المباشرة خلافات كبيرة في وجهات النظر ، أدت الى التراجع والجمود ، تدخل الرئيس ألأمريكي ووجه دعوة لعقد إجتماع قمة بين عرفات وباراك في كامب ديفيد ، وافق ابو عمار على دعوة الرئيس كلينتون وإتخذ قراره بالمشاركة على رأس وفد تفاوضي كبير . في كامب ديفيد رفض الرئيس الراحل الشهيد القائد والرمز الرضوخ للأملاءات ألأمريكية والشروط الأسرائيلية ، وخاصة ما يتعلق بالقدس الشرقية وبقضية اللاجئين وحق العودة وبحدود عام 1967 وإزالة المستوطنات بالكامل ، وتركز الموقف الفلسطيني على الرفض القاطع وغير القابل للتفاوض للشروط ألأسرائيلية التي تضمنت الجوانب التالية : • تأكد للفلسطينيين عدم استعداد إسرائيل مناقشة موضوع نقل االسيادة السياسية والقانونية على القدس الشرقية أو أي جزء منها إلى الجانب الفلسطيني. • معارضة إسرائيل لحق العودة للاجئين إلى داخل الخط الأخضر والعمل على إستيعابهم داخل الدولة الفلسطينية أو توطينهم في مكان إقامتهم الحالية . • تمسك الجانب الأسرائيلي بمطلب مد فترة بقاء القوات الإسرائيلية وتوسيع عرض المنطقة الأمنية في غور الأردن، مع إقامة مراكز ثابتة للطوارئ ومحطات ألأنذار المبكر بالضفة الغربية والسماح لسلاح الجو الإسرائيلي بحرية التحليق في سمائها.• الحفاظ على ثلاث كتل استيطانية إسرائيلية واسعة تستوعب 80% من المستوطنين.•الاتفاق النهائي يحل محل القرارات الدولية وينهي الصراع بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
رفض الرئيس عرفات كل ذلك وعاد الى رام الله ليستقبله شعبه بالهتافات والفخر وألأعتزاز بقائدهم ورئيسهم إبن فلسطين المخلص لوطنه ولشعبه . قرار الشعب الفلسطيني بأعلان إنتفاضة ألأقصى : إبتدأ ألأسرائيليون بالتخطيط للأنتقام من القائد الشهيد عرفات بسبب مواقفه الرافضة للأملاءات والشروط ألأسرائيلية المجحفة للحقوق السياسية المشروعة للفلسطينيين ، وجاءت عملية إقتحام شارون لباحة الحرم القدسي الشريف في الثامن والعشرين من شهر أيلول من العام 2000 وكان ذلك خلال عهد باراك عندما كان رئيسا للحكومة ألأسرائيلية وبالتخطيط معه ، وبحماية بضعة ألاف من الجنود ألأسرائيليين والصهاينة المتطرفين ، ثم إقدام الجيش ألأسرائيلي على قتل خمسة فلسطينيين وإصابة العشرات بجروح بليغة ، عندها إندلعت إنتفاضة ألأقصى بقرار من الشعب الفلسطيني ردا على الطاغية شارون وحليفه باراك ووقوفا الى جانب القائد الرمز ياسر عرفات ودعم قراراته الرافضة للتنازل عن الثوابت الفلسطينية . لقد كانت عملية إقتحام شارون للمسجد ألأقصى بمثابة الشرارة التي أشعلت النار الخامدة في قلوب الفلسطينيين اللذين لم ولن ينسوا والى ألأبد المذابح التي إرتكبها شارون بحق أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان عام 1982 وخاصة مذبحة صبرا وشاتيلا ، هذا المجرم السفاح يعود مجدا ليدنس واحدا من أقدس المقدسات الدينية للعالم الأسلامي ، وكانت نتائج محادثات كامب ديفيد قد كشفت عن حقيقة النوايا والمخططات ألأسرائيلية والسلام المزور الذي يدعي الأسرائيليون إلتزامهم به ، مما زاد من مشاعر ألأحباط واليأس والغضب لدى الفلسطينيين ، الذين راهنوا مع قائدهم على سلام الشجعان ، السلام العدل والشامل الذي وعدوا به ليستعيدوا من خلاله حقوقهم وحريتهم وإستقلالهم . ومع إنتخاب شارون رئيسا لوزراء إسرائيل في شباط 2001 زادت الأوضاع توترا وتصعيدا ، وتحولت الى دائرة من العنف الشديد والخراب والموت والحصار وألأعتقال والدمار الشامل بحق الفلسطينيين .إتسعت لتشمل كامل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة ، وفي 29 إذار 2002 أمر شارون جيشه بشن حرب واسعة على الفلسطينيين أطلق عليها حملة "الجدار الواقي" تم خلالها تدمير مقر القيادة الفلسطينية في رام الله ومحاصرة عرفات ووضعه تحت الأقامة الجبرية العسكرية وأسر وقتل العديد من مرافقي الرئيس ، كما تم تدمير مقره الرئيسي في غزة تدميرا كاملا ، وتعرضت كافة المباني الحكومية التابعة لأجهزة ألأمن الفلسطيني ومباني الوزارات والهيئات ألأخرى في الضفة الغربية الى تدمير وحرق جزئي وشبه كلي . وهكذا عادت إسرائيل لتحتل جميع المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية التي سبق وأن إنسحبت منها ، وإحكام الحصار على قطاع غزة ، وشن حملة إعتقالات واسعة للمناضلين والمقاتلين الفلسطينيين تجاوز عددهم العشرة ألاف معتقل ، وألاف الشهداء وعشرات ألأف من الجرحى ، ودمار كبير جدا . ورغم كل ذلك واصل أبو عمار جهوده ومحاولاته من اجل السلام وطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل ودعى الولايات المتحدة الأمريكية ودول ألأتحاد ألأوروبي ودول العالم للجم شارون ، وأبدى إستعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع ألأسرائيليين . ولكنهم ...... قرروا إغتياله وليس التفاوض معه ، لأنهم أدركوا ان عرفات لن يتنازل لهم عن مقدسات شعبه ،وقد اوفى العهد عندما قالها أبو عمار : ((يريدوني أسيراً أو قتيلاً أو طريداً أقول لهم شهيداً ..شهيداً ..شهيد)) .
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|