هناء شلبي.. مثال للمرأة الفلسطينية المناضلة..
طلال قديح *
تظل فلسطين رجالا ونساء وأطفالا ، على مدى التاريخ ، تضرب أروع أمثلة البطولة والفداء، وتسطّر في صفحات التاريخ أنها رائدة معطاء في كافة المجالات على الرغم من المعاناة الشديدة التي تعصف بها
هناء شلبي.. مثال للمرأة الفلسطينية المناضلة..
طلال قديح *
تظل فلسطين رجالا ونساء وأطفالا ، على مدى التاريخ ، تضرب أروع أمثلة البطولة والفداء، وتسطّر في صفحات التاريخ أنها رائدة معطاء في كافة المجالات على الرغم من المعاناة الشديدة التي تعصف بها صباح مساء وبلا انقطاع ، وهذا قدرها أن تظل في الصف الأول من خندق الدفاع عن الأمة العربية العظيمة.. أهدت فلسطين نماذج بهرت العالم في كل الميادين النضالية والعلمية والاقتصادية.. ومن خلال هذه المسيرة المظفرة ومن رحم المأساة وفي خضم المعاناة التي يقاسيها الفلسطينيون من جرائم الاحتلال الصهيوني التى مافتئت تفتك بهم قتلا وتشريدا وهدما للدور وحرقا وفتكا بالشجر والحجر .. من هذا خرجت فتاة فلسطينية لتسطر بكفاحها ونضالها أروع صفحات البطولة والإباء والشمم. تحدت السجن والسجّان وحطمت على صخرة صمودها بطش العدو وتحدت كل أسلحته الفتاكة لتحقق نصرا عظيما شهد به لها العالم كله.. لم تضعف ولم تستكن.. ولم تستجب لكل مكائد العدو .. إنها الفتاة الفلسطينية البطلة " هناء شلبي " التي فرضت بشموخها اسمها على كل وسائل الإعلام.. وغدا صمودها أسطورة تتناقلها الأجيال بكل فخر واعتزاز.. أضربت عن الطعام في السجن خمسين يوما تحدت فيها السجّان وعانت مالا يطيقه بشر.. ذوى جسمها وأنهكها الجوع وعانت آلاما لا يتحملها الرجال الرجال.. وما درى سجانوها أنها إحدى حفيدات خولة بنت الأزور والخنساء..!! وبعد أن ضربت رقما قياسيا في الإضراب عن الطعام أذهل العالم كله وأجبره على المطالبة بإطلاق سراحها اضطرت إسرائيل صاغرة إلى أن تطلق سراحها ولكنها كعادتها في اللف والدوران والتحايل على القوانين أبعدتها إلى غزة.. غزة الباسلة . وكأن إسرائيل تقول : إن معاناة هناء لن تنتهي فهي قد خرجت من السجن الصغير إلى السجن الأكبر..!! ومع ذلك استقبلها الغزاويون استفبالا يليق بها ويدل على أصالة الفلسطينيين وصدق انتمائهم حيثما حلوا.. كان استقبالا رائعا ومؤثرا امتزجت فيه دموع الفرح بلقاء الأحبة بدموع الحزن على فراق جنين مسقط الرأس.. بالكاد كانت تعبرعن فرحتها بوصولها إلى غزة .. صوتها خنقته العبرات وأنهكه طول الإضراب. إن معاناتها ربما ستتضاعف لا لشيء إلا لأنها ستشارك أهل غزة معاناتهم التي شملت الغذاء والدواء والكهرباء وتعدته إلى تلوث الهواء ونقص شديد في الماء.. ضاعف المعاناة إلى درجة لا يطيقها بشر..! إن قطاع غزة يتعرض لهجمة شرسة وسط صمت عربي ودولي ، فالعرب منشغلون بالربيع وما تمخض عنه من قلاقل وفتن أذهلت العقلاء قبل غيرهم...والعالم كله يسير وفق مصالحه المقدمة على كل اعتبار مهما كان.. والغرب يعيث فسادا وإفسادا توجهه أمريكا كيفما تشاء.. وكل هذا في النهاية يصب في مصلحة إسرائيل وخدمة مخططاتها الجهنمية. بوركت ياهناء يا رمز التضحية والفداء، يا عنوان الشموخ والإباء، بوركت يا حفيدة خولة والخنساء.. اطمئني سيظل اسمك محفورا في القلوب خالدا في الذاكرة .. وسيبقى أنشودة عز وبهاء نرددها صباح مساء تحث على العمل و تحيي الأمل .وأنا هنا أتذكر بيتا من الشعر للشاعر القروي رشيد سليم الخوري حينما زرناه مع وفد من طلاب الجامعة، في بيته بالبربارة في لبنان ، قبل خمسين عاما ،وقد كان عروبيا أصيلا يحب فلسطين وكتب فيها قصائد كثيرة ، وهو كما سمعت منه لا ينسى زيارته لغزة وترحيب أهلها به ترحيبا استقر في ذاكرته يدل على كرمهم وصدق وطنيتهم واعتزازهم بعروبتهم .. سمعته يقول لنا : وكل فتاة في فلسطين خولة وكل غلام في فلسطين عنتر · كاتب فلسطيني
بها صباح مساء وبلا انقطاع ، وهذا قدرها أن تظل في الصف الأول من خندق الدفاع عن الأمة العربية العظيمة.. أهدت فلسطين نماذج بهرت العالم في كل الميادين النضالية والعلمية والاقتصادية.. ومن خلال هذه المسيرة المظفرة ومن رحم المأساة وفي خضم المعاناة التي يقاسيها الفلسطينيون من جرائم الاحتلال الصهيوني التى مافتئت تفتك بهم قتلا وتشريدا وهدما للدور وحرقا وفتكا بالشجر والحجر .. من هذا خرجت فتاة فلسطينية لتسطر بكفاحها ونضالها أروع صفحات البطولة والإباء والشمم. تحدت السجن والسجّان وحطمت على صخرة صمودها بطش العدو وتحدت كل أسلحته الفتاكة لتحقق نصرا عظيما شهد به لها العالم كله.. لم تضعف ولم تستكن.. ولم تستجب لكل مكائد العدو .. إنها الفتاة الفلسطينية البطلة " هناء شلبي " التي فرضت بشموخها اسمها على كل وسائل الإعلام.. وغدا صمودها أسطورة تتناقلها الأجيال بكل فخر واعتزاز.. أضربت عن الطعام في السجن خمسين يوما تحدت فيها السجّان وعانت مالا يطيقه بشر.. ذوى جسمها وأنهكها الجوع وعانت آلاما لا يتحملها الرجال الرجال.. وما درى سجانوها أنها إحدى حفيدات خولة بنت الأزور والخنساء..!! وبعد أن ضربت رقما قياسيا في الإضراب عن الطعام أذهل العالم كله وأجبره على المطالبة بإطلاق سراحها اضطرت إسرائيل صاغرة إلى أن تطلق سراحها ولكنها كعادتها في اللف والدوران والتحايل على القوانين أبعدتها إلى غزة.. غزة الباسلة . وكأن إسرائيل تقول : إن معاناة هناء لن تنتهي فهي قد خرجت من السجن الصغير إلى السجن الأكبر..!! ومع ذلك استقبلها الغزاويون استفبالا يليق بها ويدل على أصالة الفلسطينيين وصدق انتمائهم حيثما حلوا.. كان استقبالا رائعا ومؤثرا امتزجت فيه دموع الفرح بلقاء الأحبة بدموع الحزن على فراق جنين مسقط الرأس.. بالكاد كانت تعبرعن فرحتها بوصولها إلى غزة .. صوتها خنقته العبرات وأنهكه طول الإضراب. إن معاناتها ربما ستتضاعف لا لشيء إلا لأنها ستشارك أهل غزة معاناتهم التي شملت الغذاء والدواء والكهرباء وتعدته إلى تلوث الهواء ونقص شديد في الماء.. ضاعف المعاناة إلى درجة لا يطيقها بشر..! إن قطاع غزة يتعرض لهجمة شرسة وسط صمت عربي ودولي ، فالعرب منشغلون بالربيع وما تمخض عنه من قلاقل وفتن أذهلت العقلاء قبل غيرهم...والعالم كله يسير وفق مصالحه المقدمة على كل اعتبار مهما كان.. والغرب يعيث فسادا وإفسادا توجهه أمريكا كيفما تشاء.. وكل هذا في النهاية يصب في مصلحة إسرائيل وخدمة مخططاتها الجهنمية. بوركت ياهناء يا رمز التضحية والفداء، يا عنوان الشموخ والإباء، بوركت يا حفيدة خولة والخنساء.. اطمئني سيظل اسمك محفورا في القلوب خالدا في الذاكرة .. وسيبقى أنشودة عز وبهاء نرددها صباح مساء تحث على العمل و تحيي الأمل .وأنا هنا أتذكر بيتا من الشعر للشاعر القروي رشيد سليم الخوري حينما زرناه مع وفد من طلاب الجامعة، في بيته بالبربارة في لبنان ، قبل خمسين عاما ،وقد كان عروبيا أصيلا يحب فلسطين وكتب فيها قصائد كثيرة ، وهو كما سمعت منه لا ينسى زيارته لغزة وترحيب أهلها به ترحيبا استقر في ذاكرته يدل على كرمهم وصدق وطنيتهم واعتزازهم بعروبتهم .. سمعته يقول لنا : وكل فتاة في فلسطين خولة وكل غلام في فلسطين عنتر · كاتب فلسطيني