وهم الإستقرار
بقلم حماد عوكل
نتباهى أحيانا على وسائل الاعلام المختلفة بالحلول التي يسعى الجميع لتحقيقها .. بل ونتسارع في التحدث عن جلسة سرية كانت أو علنية .. نتحدث كأننا وصلنا للمرحلة الأخيرة من وضع النقاط على الحروف والتحدث بحرية عن الاستقرار ..
ما لا يعرفه الشعب العربي عامة والفلسطيني خاصة أننا نتخفى خلف ستارة الإستقرار .. والحقيقة هي " وهم " كل المؤشرات تدل على الضياع والتقدم نحو الأسوء .. والشعوب للأسف الشديد تعيش حالة من العزلة عن ما يجري في الساحة العربية .. بل ويوهمون أنفسهم بأن الغد سيصبح أفضل كون الأستقرار في مراحله الاخيرة ..
أتسائل كيف يمكن للإستقرار أن يأتي و حتى هذه اللحظة لا يوجد نية في الإستقرار بل وأكثر انه لا يوجد جدول زمني واضح وصريح يؤكد لنا بالإستقرار..
دعوني بالبداية اتحدث عن الإستقرار العربي بشكل عام ..
الشعب العربي في واد و الحكومات التي أوهمت الجميع بنجاح انتخابها من الشعوب في واد أخر ورفع المسؤولية عن مناطق وشعوب الدوله الواحده .. إني أتسائل هل هكذا تصرفات بداية نحو تجزيء المجزء وتقسيم المقسم ..
أم هو وهم نعيشه نحن العرب من المواطن الى الحاكم المغيب عن السياسات الخارجيه منذ سنين ..
أم أن الحكومات الجديده التي لطالما كانت تحكم المنظمات غير الحكومية و النقابات توهمنا حقا بانها الافضل لتأتي بالإستقرار ..
الشعوب العربية تطمح أن يتحقق الإستقرار ولكن هذا ما لا نراه واقع ملموس إنما نرى اشباح وأوهام إستقرار نرى تغيب كامل للاعلام الحقيقي الصريح نرى تمسك بالمناصب على حساب الشعب و موارده الطبيعية والصناعية ...
أما حينما أتحدث عن ارض الميعاد أرض الانبياء ارض فلسطين ..
إنما أحتاج للعديد من المقويات والمهدئات والكلمات التي تجعلنا نفيق من الوهم الذي إجتاحنا كما إجتاحنا الصمت من ذي قبل ... والغريب أن وهم الإستقرار جعل البعض يصدق كذبته لدرجة اننا نخرج على وسائل الاعلام نؤكد اننا خير البلاد هنا وهناك ..
لقد سيطر الصمت علينا قبل سنين واليوم يسيطر علينا الأن وهم الإستقرار ..
غزة والضفة وبيت المقدس وعرب الثمان وأربعون كلنا نوهم أنفسنا بأطنان من اكاذيب الإعلام لأكاذيبنا ..
نوهم أنفسنا بأننا مقبلون على الإستقرار الحقيقي وإننا تخطينا مراحل الإستقرار الأولى ..
سادتي الكرام كما الصمت جلعنا جنوده ومسخرين وصمتنا لخدمته سيكون الوهم عبارة عن محطات إذعية تبث الاشاعات اليومية وسنكون موظفين لدى الوهم سننين زيادة ..
أخيرا أحببت أن أسلط الضوء نحو إستقرار سيء السمعة نتقبله نحن العرب في كل مكان .. هذا الاستقرار السيئ السمعه ما هو إلا مزيدا من التفرقه مزيدا من الضياع الفكري والاقتصادي والسياسي للأمة العربية و لدولة فلسطين الواحده .. اننا نعيش في وهم يسمى الاستقرار ..