نشرة دورية تعني بالترجمة عن الصحف والمجلات العالمية

نشرة مترجمة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر التوجيه السياسي

تصدر عن هيئة التوجيه السياسي والوطني

وفـــاء   ليـــاســر  عــرفــات

 بقلم :ماري بوفي *

ترجمة هالة الشريف

 

أيها الأصدقـــــاء ....

أيهــا الرفـــــــــاق ....

في جو من الحزن والتأثر والاحترام نلتقي هنا الليلة لاحياء ذكرى رجل لم يتوقف منذ 50 سنة عن العمل لصالح الحقوق الوطنية لشعبه، الشعب الفلسطيني.

لقد جسد ياسر عرفات فلسطين حتى في طريقة لبس الكوفية، التي يقال أنه يضعها بشكل يوحي بخارطة فلسطين، ونعرف بأن الكوفية أصبحت بفضله تعرض في مدننا واحيائنا وتظاهراتنا، كرمز للشباب المتمرد والمتكاتف الذي لا يقبل بالظلم وبالنظام القائم.

لم يكن ياسر عرفات فقط السياسي وقائد منظمة التحرير والمناضل ... لقد كان كل ذلك، واكثر من ذلك.

لقد كان الشعب الفلسطيني في تاريخه المأساوي، يرى نفسه فيه ويتمثل به .

لقد كان شَعْبُ الشَعْبِ بالرغم من المشاكل الضخمة وتناقضات مجتمع وأمة فلسطينية انهكها الاحتلال، والاستعمار والقمع.

إن ياسر عرفات هو رئيس منتخب ولا يجب أن ننسى ذلك، إنه رئيس السلطة الفلسطينية، وكان قد تقاسم مع اسحق رابين وشمعون بريس جائزة نوبل للسلام، لقد كان شريكا لأكبر القادة السياسيين في العالم الحديث، على الرغم من الذين أرادوا مؤخرا اقصاءه لعدم تلبية الاستحقاق على الرغم من ضروريته لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه.

لقد قدمت له فرنسا التي استقبلته مراسم الشرف التي تليق بقادة الدول، وبذلك عبرَت بلادنا بإجلال عن الاحترام الذي نكنه لممثل شعب بأكمله، اريد هنا ان اعبر عن شكري لها.

لقد كان ياسر عرفات في شخصه رمزا لحقوق وآمال الفلسطينيين، فليس هناك أقوى من حقوق شعب يناضل لحريته وسيادته، إن الامل لا يموت، فنحن نعرف بأن الدولة الفلسطينية المستقلة قادمة وبأن معركة ياسر عرفات ستستمر.

ان كل الصور وكل العبارات الآلم  والإصرار الذي رأيته في مراسم الإجلال الشعبي لياسر عرفات كانت تقول " سنواصل كفاحك وكفاحنا".

لقد اطلق ياسر عرفات سنة 1974 نداء مهيبا شكل حدثا امام الجمعية العامة للأمم المتحدة حين قال " جئتكم أحمل غصن الزيتون في يد وبندقية  الثائر في اليد الأخرى فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي". نعم لا يجب ان نسقط غصن الزيتون.

بعد مرور 30 سنة اصبح هذا النداء نداء كل القوى والسلطات السياسية والاعتبارية في العالم، لنعمل جميعا لسلام عادل ودائم يتفق مع حقوق الفلسطينيين.

هو حق لا ينكر حقوق الشعوب الأخرى بل هو فرصة لها بما في ذلك الشعب الاسرائيلي.

لقد حان الوقت لأن نلتقي أكثر من أي وقت آخر لكي نخرج من الطريق المسدود والبشع اليوم لنصنع من السلام مطلبا شعبيا ولنُرجِع إلى الوراء منطق الحرب وسياسة القوة وكل أنواع العنف لصالح حل سياسي يتم التفاوض عليه .

لنسقط الجدران، جدران الضم، جدران الكراهية وعدم التفاهم، لنعمل على ارساء التضامن، والحوارات والمفاوضات، حتى تبادر السلطات الفرنسية والأخرى في أوروبا لأجل السلام، لأجل حل عادل ودائم، وبهذا الإتجاه والمعنى يقترح الحزب الشيوعي الفرنسي إطلاق حملة كبيرة كتلك التي أطلقناها لتحرير نلسون مانديلا ولاسقاط الجدران.

واذا كان هناك في عالم اليوم، مسؤولية جماعية يجب تحملها بأقصى سرعة فهي هذه.

إن الأسابيع والأشهر القادمة ستكون مصيرية حيث يجب بذل كل جهد لإجراء الإنتخابات المقبلة بشكل حر وديمقراطي، في اجواء غير اجواء  الإحتلال،  وذلك لمنح السلطة الفلسطينية شرعيتها.

إن الإعلان الآن عن اجراء انتخابات لهو درس في الشجاعة والديمقراطية! وأي قوة دفع سيشكل ذلك السلام!

يجب العمل على ان تقدم عملية السلام ديناميكية جديدة عن فكرة اتفاق يتم التفاوض عليه، وهنا بإستطاعة "خارطة الطريق" ان تكون قاعدة لذلك.

لكن اذا ما أردنا التقدم، يجب عبور مستوى أو درجة أعلى في الإرادة السياسة فلن تكفي خارطة طريق بعيدة الآفاق، ولا انسحاب من غزة تفككه المسائل الكبرى المطروحة، ولن يكفي إلتزام المجتمع الدولي بشكله الحالي كما هو الآن، لا حتى تدخل الولايات المتحدة .

بقناعة أظن أنه بإمكان الاتحاد الأوروبي لعب دور رئيسي للتوصل إلى السلام، وصوت فرنسا في اوروبا ربما يكون الحاسم.

كما يجب على حركة التضامن ان تكون في منتهى الحذر والحيطة حتى تفضي هذه العملية إلى انشاء دولة فلسطينية وتعايش دولتين سياديتين تتمتعان بالأمن.

يجب أن يصبح حزن اليوم طاقة يتسلح بها صانعو السلام والعدالة، في فرنسا وغيرها حيث سيحتاجون اليها  هؤلاء أكثر منذ اليوم.

ان الإلتزام بالإستمرار وتطوير النضال لمصلحة السلام العادل والحق والأمن للجميع، ذالك هو اجمل تكريم يجب ان نقدمه إلى ياسر عرفات الذي لم ييأس في يوم من الأيام، والذي عبر ـ على الرغم من الطعون والآلام التي تحملها بشجاعة عن كرامة وأمل شعبه

ـــــــــــــ

* السكرتيرة العامة للحزب الشيوعي الفرنسي