نشرة دورية تعني بالترجمة عن الصحف والمجلات العالمية

نشرة مترجمة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر التوجيه السياسي

تصدر عن هيئة التوجيه السياسي والوطني

ظِـــلّ غيبتــهِ

شعر : سليمان دغش

لك أن تنامَ الآنَ

طال بك الرحيلُ

يا من أخذت الشعر من لغتي

ومن شفتي

فحارت بعد موتك .. ما تقول ؟!

لك أن تنام على رَخام الموت

مثل قصيدة بيضاء تحت الشمس

يا للشمس

هل أحد يصدق أن ضوء الشمس

يمكن أن يغيبهُ ويغلبهُ الأفول

فاجأت حتى الموت

ان الموت مندهشٌ لموتك مثلنا

قلقٌ ومرتبكٌ خجولُ

هو لا يصدق مثلنا يا سيدي

فكأنما أغلقت باب الموت بعدك

لا تمت هتف الردى

أرجوك لا

إن متّ متُّ أنا

وموت الموت أمر قبل موتك مستحيل

هي رحلةُ للا نهاية ربما

أو ربما فجر على التابوت يولد

هل رأى التابوت قبلك

ميتاً حياً

يشيعنا إلى مثواه في الأبدية الزرقاءَ

كي نحيا

وتبدأ من جنازته تجددها الفصول

هي رحلة للا نهاية

في النهاية

 كم نبياً في نهايته الهدى

وكم ابتدا من ظل غيبته هدايته

إمامٌ أو رسول

لك أن تنام لعلنا نصحو

وندرك

إن همك همنا

وبأن دمك دمنا

إن سال دمك قطرةً

دمنا كشلالٍ يسيلُ

يا سيد الأنواء والأجواء والأضواء

واللغة الجديدة في قواميس العواصف

كيف تتركنا على عهد الرياح

وتعتلي فرس الغياب

لعلهُ الإسراءُ؟! فارجع

مثلما عاد النبي

ودلنا كيف السبيل

قدر الفلسطيني أن يسري

ولكن ميتاً

فاعلن نبؤتك الجديدة بيننا

واصعد لربك

يا قتيل

يكفيك أنك كنتنا

كوّنتنا

ورفعت قامتنا إلى بلح الثريا

ألفُ نجم ظلّ يحرسنا على كوفية

أقسمت ألا تنحني للريح يوماً

أو تميل

وكتبتنا في دفتر التاريخ فاتحةً

لفصل البرق

كان البرق يولد من مسدسك

الدليل لبرقنا

من ذا يدل البرق بعدك

كيف تشتعل العواصفُ فوق سرج الريح

إن طفحتْ على الريح الخيول

قدرُ الفلسطيني أن يسري قتيلاً

بل شهيداً

أو شهيداً

أو شهيداً

هكذا أعلنتها

قد نلتها

فاهدأ قليلاً فالضريح مؤقتٌ

والقدسُ تبعثُ حفنةً من تربة قدسيةٍ

مر المسيح على ثراها حافي القدمين

مستبقاً قيامته .. قيامتها

وصلى فوق صخرتها الرسولُ

لك أن تنام الآنَ

مثل حمامة بيضاء تسلم جانحيها للسكينة

في احتفاء الموت بالصمت المباغت

ربما تعبت حمامتنا

واسقطت العواصفُ قصفة الزيتون

من يدها

فعذبها

وعذبنا الهديلُ

فلأي أرض تنتمي

يا سيد الشهداء إن الأرض بعدك ثاكلٌ

مذ غبتَ غابَ السروُ

والصفصافُ وانكسرَ النخيلُ

ولأي بحر تنتمي

يا سندباد الريح لم تعد النوارسُ

كلها للماء

كيف تركتها في الريح تلهث

خلف ظلك في سراب الماء

بين البحر والصحراء

من سيدلها يا سندباد الاه

ثمة موجةٌ أخذتك للأبدية

الزرقاء

فابتعد الدليلُ ..

ولأيّ أفق تنتمي

يا طائر العنقاء ان الافق ضاقَ

على رؤاكَ

وضاق ضاق عليك

ضاق المستحيل !!

لك أن تنام

وللرحيل هنا. رحيل .. !

 ـــــــــــــــــــــــ

المغار – الجليل